الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 07:58 م
توفي مساء الاثنين، خبير الزراعة واستاذها ،الحاج/ علي محمد عبده المعمري، بقرية العجرم _غيل بني عمر، ريف تعز الغربي، بعد ما يزيد عن ثمانية عقود، من فلاحة الأرض، وزراعتها..
عُهد عاشقا ومحبا للتربة والمحراث، وسط شعابه الظليلة ك "الركاب ،والمغادر ،والمقبلين، وسبة حسن وغيرها .."، قضى جلُ أوقاته بين تقليب التربه، وزراعة الحبوب، وتقليم اشجار المانجو والموز وغيرها من أعمال زراعه الارض ..
كان يتحضر عند ساعات الصباح، حاملا فأسه، ويسوق أمامه الثور محملا العده، صوب مزارعه، لحراثتها، وسقيها، بصوته الذي يملؤ أرجاء الوادي، مهاجل شعبيه رائعة، وحديث مع اهالي القريه، ممن سبقوه الى شعابهم في جنبات الطريق، ومن ثم يعود مساء بعد مغيب الشمس، وفي يديه بعض مما جادت به مزرعته من الثمار ، وفي الآخرى ما تبقى من أوراق القات، التي ابقى عليها لإحياء بعض ساعات السمر في البيت ...
غادر القرية والأرض والوطن، بعد أن روى بعرقه ظمأ الجراب، في ساعات الظهيره الحارقه، بعد أن طوع الساقية، وبنا الخزانات والاحواض، لحفظ المياة والسيول، لأجل ري الزرع والأشجار بطرق حديثه ومقننه ..
رحل بعد أن شارك الجميع بالعمل والكد في الحقول،اضافة إلى مشاركتهم الكرم، بتناول اهالي القرية والعابرين، وجبة غذائه المتواضعة "الفته"، و جلسات مقيل عامره ،تحت ظل أشجار المانجو العملاقه، ورائحة الأرض الجميله، قرب مسارب جريان المياه ..
غادر خبير الزراعة ومعلمها الكبير، اخر جهابذة فلاحيين الأرض، وصوت الموشح الذي تزدان ليالي رمضان به، ترحيباً وتوديعاً بالشهر الفضيل ..
كيف لليالي رمضان القادم ،بدون صوت العم "علي"، الذي يسعد الكبار والأطفال، عند سماعه ، متوافدين، إلى المسجد، من أجل مشاركته، تراحيب رمضان " رحبوا يا صائمين .. شهر رب العالمين "، وتوديعه لرمضان :" مودع مودع يا رمضان .. في داعة الله يا رمضان"
وداعاً عمو علي.. رحمات ربي تغشاك ..
الرحمة والخلود لروحك الطيبه، ايها الفلاح الأنموذج، وخبير الأرض والزراعة والعمل ..