الإثنين - 05 ديسمبر 2022 - الساعة 05:12 ص
عذراً يا شيخ الشهداء "يحيى الشوبجي" أبو "جار الله"، لقد سرقوا كل شيء وجار الله يكفيه في هذه الدنيا فخرا بك وبأخوته ...لم يتبق أي شيء، كل تلك التضحيات ذهبت هدرا، الانتصار المؤزر للأسف الشديد "في حسبة اللصوص "،كيانات شخوصها ليسوا اسوياء كل هؤلاء الساسة الذين يرتدون بدلات رسمية من ماركات عالمية، سرقوا كل شيء، واحرموا أصحاب الانتصار من أبسط حقوقهم؛ومنحوا أولادهم كل شيء على حساب المجتهد الذي كابد اهله الحياة المعيشية لعله يحصل على وظيفة بعد تخرجه، تمنحهم "الراحة المؤقتة قبل الرحيل الأبدي".
العم يحيى الشوبجي الشهيد والقائد الذي ما يزال مثلا فريداً، قدم خمسة من أولاده شهداء في معركة وطنية مصيرية يفترض انه ومن أمثاله ينالون حقهم من تمجيدا وتعضيم ، وان ينال ابنائهم وذويهم مايستحقونه جزاء بما قدمه ابائهم ، ولكن عند من ؟!.
ذات يوم وقبل أيام من استشهاده التقيت ب"أبو جار الله"، كما ناديته بأصغر أولاده، وحلمه، قال لي "هذا حلمي وأتمنى ان أرى حلمي يتحقق في أبني جار الله، كان يريد الحصول على منحة دراسية لأبنه في الخارج.
اكثر من مرة التقيت الشهيد القائد قبل أن يستشهد في معركة تحرير #الضالع ، ليلحق أولاده الثلاثة الذين سبقوه في الشهادة وهم يدافعون عن بوابة الجنوب الضالع، في معركة وطنية مقدسة.
اللقاء الأخير لي مع الشهيد الوالد الشوبجي كان في شارع الشهيد مدرم بالمعلا، بعد استشهاد نجله الثالث، قلت له بعد ان وضعت يدي على كتفه، محاولاً منحه بعض الأمل "أبنك جار الله لازم يكمل دراسته ونحن سنحاول نبحث له على منحه دراسية ، لأنه يكفي تضحية ويكفي اسرتك ، كونهم جميعهم بالجبهة".
صمت لثوان ثم قال لي "خلاص يا أبني ماجد، اعتبر جار الله أخوك وشقيقه توكل على الله وابحث له عن منحة دراسية في الخارج"، قال لي بلكنته المحلية، كمن صدق الوعد والأمل "أبحث له عن منحة في الخارج "جار الله أخر اولادي"،
وعدت الرفيق القائد شيخ الشهداء يحي الشوبجي أن موضوع نجله الاخير وأمين أسراره واحب قلبا لديه جار الله ستكون من أولوياتي خلال الفترات القادمة، مرت أيام قليلة منذ آخر لقاء حتى فوجئت مثلي مثل غير باستشهاد الأب وهو يدافع بكل استماته عن أمن عدن والجنوب واليمن، في معركة لا تقبل القسمة على "أثنين".
تذكرت وعدي للعم يحيى (شيخ شهداء الجنوب)، الذي لم أوفِ به إلى اللحظة، وانا اتابع باهتمام الفضائح والفظائع الحكومية في منح الدراسة الخارجية.. واسأل نفسي وربما غيري يكرر نفس السؤال :"أين من صنعوا الانتصار، وكان لهم الفضل بعد الله في ان تصبح هذه الرموز تحكم وتتصرف بموارد البلد وليس هذا فحسب بل وتتحكم بمستقبله .؟!
إلى قيادة المجلس الرئاسي وايضا وبشكل خاص إلى قيادتنا الرشيدة ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي : "إلا يستحق جار الله يحي الشوبجي منحه دراسية أسوة بأبناء الذوات وابائهم الذين لم يقدموا للوطن أي شيء، الا الفساد والنهب والشرقة، بينما أبناء المناضلين لم يحصلوا على منحة واحدة فقط، ولو مقابل ما قدموه من تضحيات جسام في سبيل تحرير هذا الأرض..
الله يرحمك يا علي عنتر قلت ذات يوم ..اذا لم نحترم ونعتز ونقدر اسر الشهداء سيأتي يوما لن يصبح للتضحية معنى ..وللاسف يا قائدنا العظيم علي عنتر هذا اليوم قد أتى ..
وإن لله وأن إليه راجعوان
تغمد الله الوطن بواسع رحمته ...
#ماجد_الشعيبي