أخبار وتقارير

قيادي جنوبي بارز : شعارات الحراك الجنوبي يجب ان تتحول لواقع قبل ان تلتهمها نيران المناطقية

الثلاثاء - 13 مايو 2025 - الساعة 11:29 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن : (البعد الرابع) غرفة الأخبار



أكد السياسي والقيادي في المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي، أديب العيسي، أن المناطقية والمحسوبية تمثل أخطر العقبات التي تقف أمام طريق المشروع الوطني الجنوبي، وهو ما يتطلب جهودًا جبارة للانتصار عليها وتجاوزها.


وأشار العيسي، في منشور كتبه على منصات التواصل الاجتماعي، إلى أن الحراك الجنوبي حارب المناطقية منذ بداياته، عبر تأسيس مشروع التصالح والتسامح الجنوبي، وردد الثوار -لسنوات- شعارات تنبذ المناطقية وتدعو للوحدة الوطنية الجنوبية.


واستدرك: "لكن ما إن ظننا أن الحلم قد اقترب أو تحقق، حتى صُدمنا بنهج مغاير لكل ما نادى به الحراك الجنوبي وثورته السلمية".


وأضاف: "في الوقت الذي يعوِّل فيه أبناء الجنوب على مشروع وطني يعيد بناء دولتهم المنشودة، يواجه هذا المشروع تحديات داخلية خطيرة، في مقدمتها تقسيم السلطة والنفوذ على أسس مناطقية، بقصد أو دون قصد".


واعتبر السياسي العيسي أن هذا النهج يُهدد أسس المشروع الوطني الجنوبي من جذوره، ويُعيد إنتاج أدوات الفشل التي ثار ضدها الجنوبيون في مراحل نضالهم المختلفة.


وحذر القيادي الجنوبي من تحول السلطة إلى غنيمة تُوزَّع وفق الانتماء الجغرافي، لا على أساس الكفاءة والانتماء للوطن، حينها تكون النتيجة تمزيقًا للنسيج الاجتماعي، وزرعًا للريبة بين مكونات المجتمع الجنوبي.


ويرى العيسي أن تغليب منطقة على أخرى يفتح أبواب الضغينة، ويُشعل صراعات بين شركاء يُفترض أنهم يبنون معًا مستقبل الجنوب.


وقال: "المحسوبية لا تصنع دولة، بل تُنتج شبكات مصالح تُقصي الكفاءات وتُهمش الطاقات؛ ما يؤدي إلى تفكك المؤسسات وغياب العدالة، ويفقد المواطن ثقته بالنظام ومؤسساته".


مؤكدًا أن المشروع الوطني الجنوبي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر شراكة وطنية حقيقية، تشمل جميع أبناء الجنوب بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم، أما إذا استمر توزيع القرار والنفوذ بناءً على أسس ضيقة، فإننا سنعيد إنتاج ذات الفشل الذي خرجنا ضده، بحسب العيسي.


وواصل: إنقاذ المشروع الوطني يتطلب وقفة صادقة، ومواجهة جريئة مع النفس، تتبنى نهجًا جديدًا يقوم على العدالة في توزيع السلطة والموارد، وتمكين الكفاءات دون النظر إلى الانتماء المناطقي، وترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية، لا الإقصاء، وتفعيل الرقابة والمحاسبة في كل مفاصل الدولة.


العيسي وصف المناطقية والمحسوبية بأنهما مجرد "خلل إداري"، بل "مرض سياسي" يهدد مستقبل الجنوب، يجب التخلص منهما إن كنّا جادين ببناء دولة العدالة والمواطنة، وقد يتفق الجميع مع هذا الطرح، حتى الخصوم.


وتساءل السياسي الجنوبي: "إذا كان الكل متفقًا، فلماذا لا يُنفذ هذا المشروع؟، معتبرًا أن الجواب على هذا السؤال هو الافتقار إلى إرادة حقيقية لتحويله إلى واقع ملموس".


وأتم: "نسمع التأييد من الجميع، لكننا لا نلمس آليات جدية للتطبيق، وهنا تكمن المشكلة، وهنا جوهر القضية، فلسنا مع طرف ضد آخر، بل مع الوطن الجنوبي وشعبه، ونضع بين أيدي الجميع آليات حقيقية لتجاوز هذه العقبات، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الإداري".


واختتم القيادي والسياسي الجنوبي أديب العيسي "الجنوب وطن لكل أبنائه، لا لفئة أو منطقة أو جماعة، ولن يُبنى إلا بسواعد الجميع، لا بإقصاء أحد لصالح آخر، فاللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم تتطلب شجاعةً في الاعتراف بالأخطاء، وجرأة في تصحيح المسار، فإما أن نؤسس لدولة عادلة وشراكة حقيقية.. أو نعيد إنتاج الفشل بأيدينا.