البعد الرابع

من نحن

في عالم يموج بالأحداث وواقع يضج بالمتناقضات ،صارت الحقيقة ابعد ما تكون عن متناول القراء.


وفي ظل وسط صحفي عاجز عن تفسير الواقع وتوضيح الحقيقة فإن وظيفتنا لم تعد مقتصرة على مواكبة الأخبار المتسارعة محليا واقليميا، بل ستتركز على تحليل أبعادها التاريخية وتداعياتها المستقبلية وانعكاساتها المباشرة على حياة القارئ .


البعد الرابع يمثل تجربة صحفية جريئة بغية تعميق الأداء الصحفي الوطني بما يمكن المتلقي من تحديد موقفه ازاء معظم قضاياه السياسية والاجتماعية.


وذلك بالاستعانة بما لدينا من مصادر صحفية ومحللين سياسيين اضافة الى ما ننتزعه من تصريحات حصرية لأبرز الشخصيات الفاعلة على مسرح الأحداث.


ومن خلال مراقبة ودراسة واقعنا الإعلامي فانه يصح لنا وصفه "بالاستهلاكي والتحريضي" وهو الامر الذي لا ينتج بدوره أي وعي جمعي يمكن الارتكاز عليه لتنوير وتحرير المجتمع ، وتجربة الحراك الجنوبي الصحفية على وجه التحديد وقعت مبكراً في هذا المزلق وذلك بغية استنفار المزاج الشعبي ابان المرحلة الثورية ، لكن ضحالة المضمون الصحفي انعكست سلبا على خيارات الجماهير وتعاطيها مع قياداتها وقضيتها حينما بدأ الحراك الجنوبي بخوص تجربته السياسية التي تقتضي بدورها مناخ صحفيا صحياً يتحلى بالعمق والموضوعية.


 ان وسائل الإعلام المحلية تكتفي بنقل الخبر فحسب (وفي كثير من الاحيان تنقله ناقصا او مشوهاً) مما يجعل القارئ يفتقر إلى الحقيقة الكاملة وابعادها وتأثيرها حاضرا ومستقبلا ، وهو ما يطمح البعد الرابع الى انهاءه من خلال ما سننشره من مواد صحفية ذات طابع تحليلي واستقصائي ، ليتمكن القارئ من فهم الواقع المحيط وبالتالي يتمكن من تحديد موقفة ازاء مختلف القضايا والمتغيرات السياسية والاقتصادية على نحو اكثر عقلانية .


ان رهاننا الدائم على التنوير والتوعية كمدخل اساسي للنضال والتحرر يجعلنا معنين كذلك بترشيد الوسط الصحفي الذي تدهور بشكل قياسي اثناء الحرب تحت وطأة التهديد الارهابي بالعنف او الترغيب السلطوي بالمال ، ما بدد بدوره منظومة القيم الاخلاقية الحاكمة للمهنة و حول معظم الصحفيين لمجرد ابواق لمن يدفع اكثر ، في حين اثر بعضم الصمت خشية الوقوع في فخ الصراعات السياسية .