ادبــاء وكُتــاب


الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - الساعة 10:16 م

كُتب بواسطة : عبود الحربي - ارشيف الكاتب



ألعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ومن هؤلاء ألعلماء والدعاة إلى الله على علم وبصيرة ووسطية وإعتدال في عصرنا الحاضر سماحة الشيخ المجاهد الدكتور ربيع بن هادي بن عمير المدخلي رحمه الله حامل لواء الجرح والتعديل ناصر السنة وقامع البدعة ومزلزل عروش الجماعات والتنظيمات التكفيرية الإرهابية بقرطاسه وقلمه ولسانه وذلك منذ عقود من الزمن وبسبب منهجية الشيخ في نصرة الحق وإبطال الباطل فقد تعرض لحملات إعلامية عدة بقصد التشويه وتنفير المسلمين منه ومن دعوته الصافية ألتي بلغت الأفاق وألتي هي في الحقيقة إمتدادا لعقيدة ومنهج السلف الصالح رحمهم الله وقد شنت هذه الحملات المغرضة في حياته وبعد وفاته من قبل الأصوات المأجورة والأقلام المسمومة الداعية إلى الفوضى والثورات والخروج على حكام المسلمين ونشر الفتنة والتخريب وسفك دماء المسلمين تحت مبررات وأهية أوهى من بيت العنكبوت واقوال تخالف الأفعال ولا صلة لها بالشريعة الإسلامية وفي حقيقتهم فهم همج رعاع ساروا ومازالوا على خطى أسلافهم من الخوارج كلاب أهل النار كما وصفهم بذلك الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم،

قصة الشيخ المحدث ربيع المدخلي رحمه الله وصراعه مع أهل الباطل لعقود من الزمن قصة تحتاج إلى كلمة حق وإنصاف للشيخ المعمر ألذي أفنى عمره ألذي قارب المئة عام وهو يدافع الإسلام والسنة ومحذرا من المخالفات الشرعية ومن الشبهات والإنحرافات العقائدية والفكرية ألتي أضرت بالإسلام والمسلمين كثيرا ولذلك فقد كان من الضروري كشفها وألتصدي لها وتحذير المسلمين منها ومن تبعاتها الكارثية المدمرة للدين والحياة والأمن والإستقرار للدول والشعوب وهذا ما فعله الشيخ رحمه الله ألذي كان يدعو طيلة مسيرته العلمية والدعوية إلى المنهج الصحيح منهج السلف الصالح ألذي يقوم على التوحيد والتحذير من الشرك والإختلاف ولزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة للحاكم المسلم وحرمة الخروج عليه ونبذ كل أشكال الفرقة والإختلاف وهذا خلاف مايدعو إليه خصومه من الدعوة إلى التحزب والتعصب المقيت وصناعة المكائد والمؤامرات والدسائس وتكفير المسلمين حكام ومحكومين والخروج على ولاة الأمر باللسان والسنان ونشر الفوضى والتحالف مع أعداء الأمة لتدمير الأوطان بدعوى التصدي للفساد الحكومي وإقامة دولة الخلافة بزعمهم رغم أنهم أبعد الناس عن التعاليم الشرعية وعن الإتباع للكتاب والسنة والواقع الملموس أكبر شاهد عليهم ؛

ألشيخ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي رحمه الله طلب العلم منذ الصغر وتتلمذ على كبار العلماء أمثال الإمام إبن باز رحمه الله والشيخ المحدث الألباني رحمه الله والشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله وغيرهم الكثير وواصل رحلته العلمية حتى حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز وعمل مدرسا بالجامعة الإسلامية ووصل إلى رتبة "أستاذ كرسي" وللشيخ رحمه الله تعالى العديد من الإنجازات والمؤلفات العلمية النافعة وقد زكاه كبار العلماء أمثال إبن باز وإبن عثيمين والألباني والوادعي رحمهم الله وفي الطرف الأخر وعلى النقيض كان له خصوم كثر وقد تكلموا فيه وفي دعوته بسوء لا لشيء إلا لكون ألشيخ رحمه الله خالفهم وكشف حقيقة دعوتهم الإجرامية وهدم أفكارهم وتوجه بالنصح للشباب بعدم التحزب والإنجرار للفتن في أوطانهم،

ولذلك كان ألشيخ وطلبته دعاة سنة وخير وصلاح وإصلاح في أوطانهم وكانوا ومازالوا عاملا من عوامل الهدوء والسكينة والأمن والإستقرار وكان ألشيخ زاهدا عابدا ومتواضعا في سائر شؤونه وكان شديدا في الدفاع عن سنته صل الله عليه وسلم ومن أشد المحذرين من البدع الدينية والسياسية والجماعات التكفيرية وبسبب هذه الأمور شنت عليه وعلى طلبته الحملات والشائعات الإعلامية المغرضة الهادفة إلى إسكات أصوات العلماء والصالحين ونشر الفوضى في ديار المسلمين لصالح الأعداء التأريخيين للإسلام والمسلمين ؛

توفى الشيخ رحمه الله في مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم فجر يوم الخميس 14 محرم 1447 ه الموافق 10 يوليو 2025 وقد بلغ من العمر 92 عام قضاها في طلب العلم والتعليم والدعوة إلى الله والنصح والتوجيه للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وشيع جنازته كبار علماء المدينة وجموع غفيرة من طلبة العلم وغيرهم إلى مقبرة البقيع وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التعازي في وفاته من العديد من القادة السياسيون والعسكريون وقام بتعزية أبناءه كذلك العديد من العلماء وطلبة العلم من كل مكان حول العالم نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.