صحافة دولية

اليمن: مبعوث الأمم المتحدة في زيارة الى صنعاء وسط تصعيد حربي كبير

الثلاثاء - 18 سبتمبر 2018 - الساعة 01:47 ص بتوقيت اليمن ،،،

إعداد : عدنان الصنوي: فرنس


عاد مبعوث الامم المتحدة مارتن غريفيثس يوم الأحد 16 أيلول/سبتمبر 2018 إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء الحوثيين وحلفائهم، ضمن جولة مشاورات في المنطقة تقوده ايضا الى العاصمة السعودية الرياض للمضي في اجراءات بناء الثقة، ومحاولة احتواء التصعيد الحربي الكبير نحو موانيء الحديدة، والشريط الحدودي مع السعودية.

إعلان
تأتي زيارة الوسيط الدولي الى صنعاء بعد حوالى 10 ايام من انهيار مشاورات سلام في جنيف تخلف عنها الحوثيون.

كما تاتي في وقت استانفت فيه قوات التحالف بقيادة السعودية هجوما عسكريا ضخما باتجاه مدينة الحديدة وموانئها الحيوية للمساعدات الانسانية.

وكان الوسيط الدولي، استهل مشاوراته الجديدة في المنطقة من العاصمة العمانية مسقط بلقاء رئيس وفد جماعة الحوثيين المفاوض محمد عبدالسلام، ووزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، لدفع الجماعة المتحالفة مع ايران على تقديم تنازلات في ملفات بناء الثقة، والانخراط في مشاورات حول خطة اممية للسلام تنتهي بوضع البلد على طريق انتخابات.

ومنتصف الاسبوع الماضي، اعرب وسيط الامم المتحدة لمجلس الامن الدولي عن "خيبة امل" لتخلف وفد صنعاء عن الذهاب إلى جنيف.

وقال انه سيواصل مناقشاته من خلال عقد مجموعة مبدئية من الزيارات، للقاء الحوثيين في مسقط وصنعاء، اضافة إلى لقاء مع الحكومة اليمنية في الرياض.

وأشار غريفيثس إلى أنه يخطط كذلك للتشاور قريبا مع عدد من أصحاب المصلحة الجنوبيين من اجل مشاركتهم الفعالة في هذه العملية.

وتلقى الوسيط الاممي دعما جديدا من مجلس الامن الدولي الذي دعا الاطراف المتحاربة الى خفض التوتر والانخراط بنية حسنة في مشاورات ترعاها الامم المتحدة لإحلال السلام في اليمن.

ميدانيا، استمرت الاشتباكات المتفرقة بين حلفاء الحكومة والحوثيين عند المدخل الشرقي والجنوبي لمدينة الحديدة، تزامنا مع ضربات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف التي شنت اكثر من 40 غارة جوية في محيط منطقة كيلو 16 عند مفترق طرق حيوية الى العاصمة صنعاء ومحافظات مجاورة.

وكانت قوات حكومية، والوية من المقاومة الجنوبية والتهامية، واخرى موالية لعائلة الرئيس السابق، احرزت خلال الايام الاخيرة بدعم جوي وبري وبحري من قوات التحالف تقدما ميدانيا مهما لكنه مكلف، في منطقتي كيلو 10 وقوس النصر عند المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، ضمن حملة عسكرية كبيرة تعثرت حتى الان في السيطرة على منطقة كيلو16 التي تمثل منفذ امداد رئيس للحوثيين، ومعبرا بريا مهما لتدفق السلع والمشتقات النفطية الى محافظات وسط وشمالي اليمن الكثيفة السكان.

ووفقا لخارطة النفوذ الجديدة هناك، تسيطر القوات المتحالفة صوريا مع الحكومة على مدخلين رئيسين لمدينة الحديدة بينما يحتفظ الحوثيون بالسيطرة على منفذها الشمالي.

وتلقى حلفاء الحكومة دعما جوية مكثفا من مروحيات اباتشي ومقاتلات حربية شنت اكثر من 250 غارة جوية في منطقة العمليات العسكرية خلال الايام الماضية.

وخلفت تلك المعارك والغارات الجوية مئات القتلى والجرحى من طرفي الاحتراب بينهم قيادات عسكرية رفيعة، اضافة الى عشرات الضحايا المدنيين.

وأعلن الحوثيون مقتل 4 مدنيين خلال الساعات الاخيرة بغارات جوية لمقاتلات التحالف شمالي وشرقي مدينة الحديدة.

وهذا هو الهجوم الحكومي الثاني المدعوم من تحالف الرياض نحو موانيء الحديدة، في غضون ثلاثة اشهر، بعدما اطلقت قوات يمنية مشتركة متعددة الولاءات بقيادة الامارات في يونيو الماضي عملية عسكرية كبيرة عند الساحل الغربي على البحر الاحمر، قادت لتقدم تلك القوات الى محيط مدينة الحديدة، قبل ان يعود الهجوم الى التباطؤ مع تصاعد هجمات الحوثيين المضادة، وتحذيرات دولية من تداعيات انسانية.

وضاعف التصعيد العسكري عند الساحل الغربي على البحر الاحمر خلال الايام الماضية من وطأة الصراع الدامي على المدنيين، مجبرا آلاف السكان على النزوح بعيدا عن مناطق المواجهات، فضلا عن مخاطر محدقة بعمليات الاغاثة الانسانية.

في سياق ميداني ايضا، استمرت المعارك عنيفة عند الشريط الحدودي مع السعودية، حيث واصل المسلحون الحوثيون هجمات برية وقصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا على مواقع حدودية في جازان ونجران وعسير، في محاولة لتخفيف الضغوط العسكرية الكبيرة لحلفاء الحكومة باتجاه معاقل الجماعة الرئيسة في محافظتي صعدة وحجة.

واعلنت قوات التحالف الليلة الماضية اعتراض هجوم بالستي جديدة للحوثيين عبر الحدود باتجاه منطقة جازان الساحلية على البحر الاحمر، ليرتفع عدد الصواريخ البالستية التي اطلقتها الجماعة عبر الحدود الى 196 صاروخا منذ ثلاث سنوات وفقا لهذا التحالف.

وتبنى الحوثيون الهجوم الجديد الذي قالوا انه استهدف مدينة جازان الاقتصادية السعودية.

وفي السياق الانساني، قالت جماعة الحوثيين انها وقعت مذكرة تفاهم مع الامم المتحدة لتسيير رحلات جوية عبر مطار صنعاء لنقل الحالات المرضية الحرجة إلى خارج البلاد.

وقالت وكالة سبأ الخاضعة للجماعة ان وزير الخارجية في حكومة صنعاء غير المعترف بها هشام شرف وقع مع منسقة الامم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، مذكرة تفاهم تضمن نقل الحالات المرضية الحرجة للعلاج في الخارج في رحلات مدتها ستة أشهر ابتداءً من 18 سبتمبر/أيلول الجاري.

وكان التحالف بقيادة السعودية اعلن في مايو الماضي موافقته على جسر جوي بين صنعاء والقاهرة لدواع انسانية.

ويفرض التحالف بقيادة السعودية منذ عامين حظرا جويا من والى مطار صنعاء الدولي باستثناء الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الاغاثية الدولية.

وأعلن التحالف مرارا استعداده رفع الحظر عن المطار الدولي في حال انتقاله لادارة اممية، غير ان جماعة الحوثيين رفضت هذا العرض المرتبط بصفقة مشابهة لتسليم ميناء الحديدة