ادبــاء وكُتــاب


الأحد - 17 مارس 2024 - الساعة 08:49 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


‏هي مسألة وقت إذن ، واشنطن تعلن توسيع التحالف الدولي في البحر الأحمر ، الجديد ليس هنا، الجديد الإعلان عن شراكة دول عربية في هذا التحالف دون تسميتها.
حسناً ، مهما حاولت الدول المطلة على البحر الأحمر النأي بنفسها ، ومهما سعت لفتح قنوات سرية مع الحوثي، لخفض استهدافاته للسفن ، لتمكين موانئها من العمل ،أو تقليل الإضرار بدخلها من النقد الأجنبي ، فإن إستمرار تجفيف الحوثي للموارد ، وتعاظم مخاطره الأمنية ،سيدفع هذه الدول العربية في النهاية ، إلى إتخاذ قرار الإلتحاق بالجهد الدولي، لإحتواء الأثر الحوثي على إقتصادياتها ، المستهدفة إبتداءً وإن لم يُسقِط زيف الشعار المتصل بإسرائيل وغزة، وهما لا إسرائيل وصلتها صواريخ الحوثي ولا فكت المسيّرات عن غزة الحصار .
يبدو من ماوردته وكالة بلومبيرغ ، أن واشنطن تدرس تغيير تعاطيها مع الحوثي، من ضرب مقنن إلى استهداف شامل ، يدمر قدراته العسكرية ويعطل آلته الحربية، عن مهاجمة السفن التجارية والممرات الدولية ، ومثل هكذا تغيير إستراتيجي بحاجة إلى غطاء عربي، إذا ماقررت الإدارة الإمريكية الإنتقال من حالة الضربات المحدودة إلى قرار الحرب الشاملة، التي تنتهي بإزالة الحوثي من المشهد السياسي اليمني، وشل فاعليته العسكرية إلى غير رجعة.
الأنباء المسربة لم تسمِ الدول العربية، وإن ألمحت إلى دول وازنة ، وليس هناك من هما بمركزية وثقل مصر والسعودية ، مع إدارة القاهرة والرياض -حتى الآن -سياستهما مع الحوثي بكثير من المدارة والمداولات في الغرف المغلقة، وتحديداً إعادة إنتاج قوة محلية قادرة وضاربة .
مثل هذه الشراكة مع الإمريكي ،وإخراجها من تحت الأرض إلى العلن، لا يمكن أن تتم من دون تغيير شامل في طبيعة تعاطي الولايات المتحدة مع الحوثي ، من تقليم الأظافر إلى كسر الأصابع ، ومن محدودية المواجهة إلى الحرب المفتوحة.
وإلى أن يتم ذلك ستظل السعودية تدعم وتغطي مالياً فواتير السلاح الأمريكي المستخدم ضد الحوثي في البحر ، بإنتظار نقلة نوعية على مسرح الصراع، تعلن فيه واشنطن أن صبرها على طيش وعدوانية الحوثي قد نفد ، وأننا أمام إعادة ترتيب أوراق المنطقة بلا إيران وبلا حوثي.
مناورات إيران في بحر عُمان مع روسيا والصين ، هي إلى جانب أمور أُخرى ، لا تخرج عن سياق إستشعارها بقادم الخطر.