ادبــاء وكُتــاب


الجمعة - 12 أبريل 2019 - الساعة 08:37 ص

كُتب بواسطة : دليل يوسف - ارشيف الكاتب



على صوت رنين هاتفي المحمول تحديدا في  الساعة الرابعة وخمس عشر فجر الثلاثاء ال 9  من أبريل /نيسان 2019 ... المتصل زميلي حسام ردمان - مسؤول الطاقم الإعلامي ومراسل دبي في مدينة عدن ، المناسبة : مهمة إعلامية  لتغطية انعقاد أولى جلسات مجلس النواب الذي جمد أعماله  عقب حرب  جماعة الحوثي و هادي في صنعاء عام 2014 ، خليك جاهز !  دقائق  وسنتحرك في الطريق إلي مدينة سيئون شرق اليمن .

 حمام دش على السريع غسلني من الإرهاق ، بعدها ارتديت حقيبتي على ظهري ...صباح الخير يارفاق ، بلا نوم في ظل الشوق للإنطلاق من عدن إلى سيئون ...قرابة نصف ساعة "الكثير من المطبات  تحاول إعاقة تحرك الطاقم "   تجاوزنها  لحظة  ارتفاع أصوات الزملاء تحديدا مع  تناول وجبة فطور خفيفة في جولة السفينة بعدن .

 تحرك الطاقم خروجا من عدن ، في مثلث العلم مدخل محافظة أبين ، أشعة الشمس تظهر مبددتا سحب رمادية عند منتهى موج البحر تكونت  بلون أسر واخاذ .

في الطريق الساحلى على عجاله وبتنافس مع زحف الظهيرة ، مدينة زنجبار أبين ملكة الزراعة والخضره،  شجر الموز كثيفة ، أغصان الشجر تلتقي فوق الخط الاسفلتي ،  رائحة الأرض الزراعية في ساعات الصباح ، تنعش النفس وتمنح الطمئانينة وتعيد  الى ذاكرتك مرحلة الطفولة في اروقة الريف .

في طريق غير منتهيه ،  ويوم شاق جدا تبدو من  حرارة شمسها الحارقة ، مدن كثيرة على أطراف الطريق الساحلي مودية،  وباكازم،  وأطفال تبيع شراب الطاري على جنبات الطريق ، وصولا إلى محافظه شبوه ، مباني طينية مصنوعة من التبن،  وجبال بأشكال مميزه اغلبها على هيئة مثلثات شبهها أحد الزملاء  ب " خناجر تستقبل السماء " واخرى تبدو للمشاهد كتماثيل كونتها عوامل التعريه والمياه بحسب استنتاج البعض .

استراحه قصيرة بمدينة عتق للغداء وشراء أغصان القات ، ومواصلة السير في خط عتق - العبر ، جنود النخبة الشبوانية في نقاط التفتيش  أخلاق عالية وأداء متميز ، ينبئ عن وجود   الدولة ..

علم جمهورية اليمن يبدو مهتريا في أولى نقاط الصحراء باتجاه مثلث العبر - مأرب - سيؤن .

ملامح الأقتراب من سيئون بدأت بدخول صلاة المغرب ، الظلام يخيم علينا في الطريق ، ليحجب عيوننا عن الرؤية ، أضواء مدينة شبام التاريخية تبدو من بعيد ، اقتربنا أكثر ، مباني جميلة تنبئ عن فن معماري عريق واشجار نخيل كثيرة ميزة شبام التاريخية .

وصلنا مؤخرا سيئون ؛

إنارة أعمدة الطريق في سيئون مضيئة ، شوارع المدينة تبدو جميلة ، الرجال والشباب مجتمعون كعادتهم للسمر على أرصفة الشوارع  ، في عيونهم تنظر تفاصيل دقيقة وهم يرقبون القادمون إلى مدينتهم الساحرة ، رجال الأمن في نقاط  التفتيش أكثر هدؤ ، دعواتهم ترافق الجميع ،
أما مدينتهم "سيئون " صاحبة الصداره ،  في  التاريخ والثقافة ، حاضنة الشرعية واليمن الاتحادي القادم ، رسمت حروف سلام لكل اليمنين شعاره ؛
 " مرحبا بكم في مدينة سيئون التاريخية "