السبت - 20 أبريل 2019 - الساعة 01:08 ص
في زيارة عمليه لمدينة تريم الأصالة والحضاره ، صباح يوم الخميس ال 18 أبريل / نيسان 2019 ، نصف ساعه مسافة الطريق بالسياره من مدينه سيئون الى تريم .
منطقة تاربه على يمين الخط الاسفلتي اول مناطق تريم العلم ، مباني المدينة مصنوعة من الحجاره الطينية مما يتبادر للمشاهد أنها تحمل نمط معماري متميز ، لذا كانت مدينة التراث المعماري ، والعمارة الطينية .
على الجهه الأخرى توجد جامعه لدراسة القرآن وعلومه ، فكيف لا وتريم فيها المدارس الدينية والصوفية ، لكنا نحن في طريقنا إلى تريم بدت لنا من بعيد منطقة "غرف "وفيها مدينه شعبيه ، توفر خدمات حضريه، الجولة التي أمامنا فيها رسم لجامع المحضار ، أحد أهم المعالم التاريخية للمدينه ، نتوقف لتناول وجبة الإفطار في مطعم مدينه غرف ، زميلي يسأل عن كم تبقى للوصول إلى تريم ، صاحب المطعم "عشر دقائق فقط وستصل لتريم " .
القادم إلى تريم يسمع عن الحضارم انهم أصحاب حضاره إسلامية لأنهم استطاعوا أن ينشروا ثقافتهم الاسلاميه و العلوم الدينيه إلى أغلب بلدان العالم ، كاندنوسيا وشرق آسيا ، وسنغافورة ...
تريم ترحب بكل القادمين اليها ، مدينة تاريخيه ذات طقوس دينية وتنويريه ، معلم تاريخي كبير على الجهه اليسرى من الطريق ، دار مقام الامام الحداد أحد اعلام الصوفية ، واولياء الله الصالحين كما يروى عنه ، ويوجد فيه مسجد الفتح للإمام حاوي الخيرات ، كبير في داخله بئر ماء تحت المسجد ليستخدم لاحتياجات المسجد ، وتوجد في المقام مدرسة دينية يقصدها طلبه العلوم من داخل اليمن ومن بلدان العالم الاخرى .
جولة سريعه في فناء المقام والتقاط الصور التذكارية ، يلحق بنا الزميل الاعلامي حداد أحد أبناء تريم ومراسل قناة بلقيس ، يأخذنا داخل أروقة مدينة تريم وشوارع النظيفة والجميلة ، يحدثنا عن أهم المعالم التاريخية في تريم ، مشيرا إلى مكتبة الأحقاف للمخطوطات ، التي تحتوي على مخطوطات وكتب نادره ، وفيها قرابه ستة الآلاف عنوان ، لدرجة أنها تمتلك في رفوفها مخطوطات تزيد اعمارها عن 800 سنة ، والتى لا توجد في مكتبات بلدان العالم الاخرى ، وتعد من أقدم المكتبات العالمية و ثاني مكتبه على مستوى اليمن حيث تأسست من عده مكتبات اهليه ، وفيها مخطوطات تعود إلى القرن السادس الهجري مما جعلها ذات اهمية علمية وتاريخية عريق بين دور النشر والمخطوطات النادره .
أهم ما يميز مدينة تريم الحضارية هي المدارس الدينيه والمعالم التاريخيه القديمه ، وشجر النخيل الكثيفه ، والسكينة والأمان يلاحظ في عيون ساكني تريم ، انتشار المدارس الدينية والمعالم التاريخية جعل منها وجهة لمنظمات الثقافة والعلوم الدولية ، وطلاب العلم الذين يتوافدون اليها والتعليم في مدارسها الدينية والعربية ، ولعل أهم المدارس مدارس رباط تريم لتدريس العلوم الدينية والعربيه .
أما بالنسبة للمباني الأثرية والتاريخية ف بالقرب من مدرسة رباط يوجد قصر "الرناد " التاريخي ، الذي كان بمثابة مقر دائم للسلطان القعيطي، حيث يتميز هذا القصر بجمال أسر واخاذ ، كما يعد من أكبر الحصون والقلاع التاريخيه ، وفيه أسرار وخبايا كثر لمح لنا بعض القائمين عليه أن فيه سراديب وآنفاق متعدده تأخذك من داخله إلى خارج مدينة تريم ، كطريق أمن للخروج في حال تعرضه لحرب أو حصار ، كما يحتوي على مخازن كبيره للحبوب ، ومداخل ضيقه إلى غرف يرجح أنها كانت تستخدم كزنازين سريه ، كما يحتوي قنوات خاصه لتصريف المياه من أعلى القصر إلى منتهاه ، وحين يصعد الزائر الى أعلى القصر يسطيع رؤية المدينة الجميله ، بكل جهاتها الاربعه ، لكن قصر "الرناد " أصبح اليوم يحتضن اداره السلطه المحلية بالمدينة ومكاتبها التنفيذيه بدلا من كونه قلعة وحصن تاريخي ، يتبع مكتب السياحة والآثار ومنظمات العلوم والثقافه .
كما تعد تريم مدينة المساجد نتيجة احتوائها على قرابة 360 مسجد ، وأبرز هذه المساجد جامع المحضار المعلم التاريخي والمنارة الدينية ، حيث قيل إن منارة جامع المحضار هي اطول منارة في العالم والذي ارتبط اسمه بتاريخ المدينة التنويريه .
للقصه بقية ...