ادبــاء وكُتــاب


الأربعاء - 14 أغسطس 2019 - الساعة 06:31 ص

كُتب بواسطة : دليل يوسف - ارشيف الكاتب



وصل ليلة 31 يوليو/تموز  مدينة عدن ، قادم من ريف حجرية تعز بهدف تجهيز احتياجات فرحة الذي سيكون رابع أيام عيد الأضحى ، بات عند أحد أقاربه ...مهتم للغايه !
غدا أريد أن احجز بدلة لي عند الخياط واشتري اغراض عرسي وأعود بأقرب وقت .
 قريبه رد عليه : بإذن الله سيكون ذلك ، حاضر  .

صباح يوم الخميس الأول من أغسطس /اب المدينة تصبح على حدث مروع ،أبو اليمامة قائد لواء الدعم والاسناد يسقط شهيدا هو وأكثر من ستين قتيل من ضباط وجنود ،  ومئات الجرحى بعمليتين إرهابيتين استهدفتا معسكر الجلاء وشرطة الشيخ عثمان .

أبناء عدن في حالة ذهول ،انفجارات مروعة واخبار صادمة الإرهاب يدمي المدينة ويوزع القلق في نفوس الاهالي  ، الكل في ذهول والم وإنكسار ..!

زيد القادم من الريف يهمه تجهيزاته الفرائحيه، يرتدي شاله ويشد مازره،  طالبا من قريبه  الخروج لإنجاز مهمته "كسوة  عرسه .."

اهدأ يا  ( زيد) الأوضاع ليست على مايرام،  المدينة تعيش حالة من الذهول ، الفاجعه والقلق وحسرة الألم على أرواح أبنائها ، وانت فرحان بحالك ..
عاد للنوم مجددا، وقريبه أمام شاشة التلفاز منكسر يتابع عواجل القنوات والأخبار المزعجة. ..

قرب الخامسه من مساء ليلة حزن العاصمه المؤقته ، خرج زيد إلى سوق الشيخ عثمان اشترى بعض الاشياء،  وحجز بدلة العرس عند خياط الأمير ، وذهبا بعدها لزيارة أحد اقربائهم في مشفى صابر ، تعرض ل جلطة دماغيه ، جعلته نزيل قسم العنايه المركز ه .

زيد له طقوسه الخاصه ادمان القات ودخان المعسل صديق له في أحد متنزهات الشيخ عثمان بانتظار عودتهم، برغبة ينهمك في ساعته السليمانيه تخزين وشيشه، الجميع حوله يتحدثون عن تأزم الأوضاع في المدينه وترقب مخيف لما ستؤول إليه الأحداث الدامية ، جراء سقوط القائد : أبو اليمامه ..


مساء اليوم الثاني عدن تشهد موجة من الأحداث الدراماتيكيه،  حزن والم يعتصر المدينة وأبناء يافع بالخصوص ، وتبادل إتهامات بين الشرعيه والانتقالي حول من تسبب في هذه العمليات الارهابيه ، الفوضى تنتشر في أغلب احياء المدينة ، مسلحين وقوات عسكريه تخرج جمى غضبها فوق أبناء الشمال (أبناء تعز وأب والبيضاء ) يتم اعتقالهم وضربهم وترحيلهم بواسطة دينات كبيره  ، كما أفاد شهود عيان في نفس الليلة  ...
زيد ينظر بعيون خائفه لمن حوله ، كعادته رجع إلى اللوكنده للتخزين والراحة ، فجئه يصل أحدهم ؛ صارخا .! رجلي تعورت الدماء تنزف منها ، هذا بسبب دفاعي عن الدحابشه في حي المنصوره ، قوات الحزام الأمني ترحل اطفال الشمال والغلابا من مبسطين وعمال المقاهي تحت حجه مقتل أبو اليمامه ، يا أخي تكاوشت انا واياهم عشان طفل صغير يبيع عصير ليم في الشارع  ، كانوا يريدوا يحملوه على الطقم ، لكني رفضت تحميله ، يبدو أنه رجل أمن أيضا ..

الأوضاع تزداد حراكا تجاه المجهول الكل في قلق وخوف ، الحركه شلت من أغلب شوارع المدينه ، القوات الحكوميه ووزاره الداخليه تدين هذه التعسفات والأعمال الخارجه عن القانون في حق أبناء الشمال ، وتوجه لجميع وحداتها حمايه المواطنين وأملاكهم. ..

علق زيد في عدن الدخول والخروج اليها بات أمر غايه الصعوبه، لدية مسؤليات أخرى إستكمال عقد الزواج والترتيبات لعرسه الذي قد اوشى به في العزله (القبيله ).
أيعقل اني دبور لهذه الدرجه ؟
 وصلت إلى عدن وتفجر الوضع فيها ، الآن لا أريد بدله ولا شئ أريد أن أخرج من عدن وبأي وسيله ، انا يجب عليا الوصول القريه غدا للضرورة ...

بحزن والم يرقبه قريبه ويقول له ؛ ستفرج أن شاء الله ، ساتصل ب الطبل (حافلة السفر) وسيكون خير ..
الطبل الذي كان يأتي إلى عدن كل صباح ويعود منها ، يقول على الله إذا بيخلونا الصباح أخرج بتصل فيك ، علم ...

الخامسه فجرا تلفون زيد يرن ، سريعا تعال لي إلى السائله سانتظرك عند عمارة الحجاجي لا تتأخر، زيد يحزم نفسه بسرعة البرق  ، هيا يا قريبي أخرج معي ...
قريبه يناوله كيس فيه ملابس داخليه وجزمة اشتراها لانه على موعد مع بدلة العرس ، خذ هذا بيدك يا زيد ورافقتك السلامه ، لو مسكوك قلهم انا مسافر ..
سلام ..
زيد ودع عدن تاركا بدلته عند خياط الأمير ، وبدون حلاقة رأسه ليصبح عريس غدا بدون كسوة عدنيه ....