صحافة دولية

«الضمانات» هاجس أوكرانيا.. وواشنطن تلقيها على الأوروبيين

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - الساعة 05:09 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات ( البعد الرابع) غرفة الأخبار



نشر في الجمعة, 22 اغسطس ,2025-05:09 مساءً

لا تزال الضمانات الأمنية هاجس أوكرانيا الأكبر، والتي وضعتها شرطاً رئيسياً للقاء رئيسها فولوديمير زيلينسكي، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وفي حين اعتبرت موسكو أن كييف غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد، تملصت واشنطن من التزام الضمانات ملقية بالعبء على الأوروبيين.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه يمكن أن يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكن فقط بعد حصوله على ضمانات أمنية من شأنها ردع أي هجوم روسي على بلاده في المستقبل.

وأضاف زيلينسكي في تصريحات صحافية: «نريد التوصل إلى تفاهم بشأن هيكلية الضمانات الأمنية خلال 7 إلى 10 أيام. وبناء على هذا التفاهم، نهدف إلى عقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب».



مشيراً إلى أن سويسرا والنمسا وتركيا قد تكون أحد المواقع لإقامة المحادثات، مستبعداً المجر. وأبان زيلينسكي أنه يتطلع إلى رد فعل قوي من واشنطن إذا لم يكن بوتين على استعداد لعقد اجتماع ثنائي.



وكشف زيلينسكي أنه طلب من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إقناع الرئيس المجري، فيكتور أوربان، بالتوقف عن عرقلة بدء المحادثات بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. كما ذكر زيلينسكي أنه لا يريد أن يكون للصين دور في ضمان أمن أوكرانيا.

مشيراً إلى دعم بكين لموسكو. إلى ذلك، أعلن زيلينسكي أن بلاده اختبرت صاروخ كروز بعيد المدى يعرف باسم فلامنغو يمكنه ضرب أهداف على مسافة 3 آلاف كيلومتر.



مشيراً إلى أن إنتاجه بكميات ضخمة قد يبدأ في فبراير المقبل. كما أوضح زيلينسكي أن القوات الروسية تعزز وجودها على طول خط الجبهة الجنوبي في منطقة زاباروجيا.



في المقابل، اعتبرت روسيا أن أوكرانيا غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد، متهمة إياها بالسعي للحصول على ضمانات أمنية لا تتوافق مع المطالب الروسية.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي، إن النظام الأوكراني وممثليه يعلقون على الوضع الحالي بشكل محدد جداً، ما يظهر بشكل مباشر أنهم غير مهتمين بتسوية مستدامة وعادلة وطويلة الأمد. ولفت لافروف إلى أن بوتين أكد مراراً استعداده للقاء زيلينسكي، لكن هناك بعض القضايا التي يتعين حلها قبل عقد مثل هذا الاجتماع.



واتهم لافروف قادة أوروبا بمحاولة تقويض التقدم الذي قال إنه جرى إحرازه خلال القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا، وتحويل التركيز بعيداً عن حل ما تسميه روسيا الأسباب الجذرية للحرب. وشدد لافروف على أن أي وجود للقوات الأوروبية في أوكرانيا سيكون أمراً غير مقبول على الإطلاق.



بدوره، قال جيه.دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، إن على الدول الأوروبية أن تتحمل الجزء الأكبر من عبء الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وأضاف في برنامج على شبكة فوكس نيوز:

«أعتقد أننا يجب ألا نتحمل العبء هنا.. أعتقد أننا يجب أن نساعد إذا كان ذلك ضرورياً لوقف الحرب وإراقة الدماء، لكنني أعتقد أننا يتعين أن نتوقع، والرئيس بالتأكيد يتوقع، أن تضطلع أوروبا بالدور القيادي، بغض النظر عن الشكل الذي سيتخذه هذا الأمر، سيتعين على الأوروبيين تحمل الجزء الأكبر من العبء».



في الأثناء، قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن أنقرة تعتقد أنه يتعين التوصل أولاً إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قبل أن تتخذ مع دول أخرى أي قرارات بشأن مهمة حفظ السلام باعتبارها جزءاً من الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وأضاف المصدر التركي، الذي طلب عدم كشف هويته: «من الضروري أولاً التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ثم وضع إطار عمل للبعثة بتفويض واضح مع تحديد مدى مساهمة كل دولة فيها»، مشيراً إلى أن تركيا تبذل جهوداً للمساهمة في جميع المبادرات الداعمة للسلام والأمن بالمنطقة.



أقوى هجوم

ميدانياً، أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان أمس، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 31 صاروخاً و546 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.

وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 574 طائرة مسيرة تم إطلاقها من مناطق كورسك، وبريانسك، وميلروفو، وأوريل، وشاتالوفو، وبريمورسكو-أختارسك الروسية.



إضافة إلى هفارديسكي بشبه جزيرة القرم. وأضاف أن الهجوم في معظمه استهدف المناطق الغربية من البلاد، وأسفر عن سقوط قتيل و15 جريحاً. ووفقاً لوكالة أنباء «آر بي سي يوكرين» سمعت انفجارات في كييف وفي مدينة لفيف غربي أوكرانيا.



ونقلت الوكالة عن الحاكم العسكري للمنطقة، ماكسيم كوزيتسكي، قوله إن أنظمة الدفاع الجوي تم تفعيلها في الإقليم. كما قال مصدران في قطاع الغاز إن روسيا هاجمت محطة لضغط الغاز شرقي أوكرانيا. وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية لاحقاً أن إحدى منشآت البنية التحتية للغاز في البلاد تعرضت لهجوم روسي خلال الليل.



مواقف

ورأى مسؤولون أوكرانيون أن هذه الضربات تظهر أن روسيا غير جدية في سعيها إلى إنهاء الحرب. وكتبت رئيسة الوزراء، يوليا سفيريدنكو، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن روسيا تواصل إثبات عدم اهتمامها بالسلام، مضيفة:

«تعرضت أوكرانيا لهجوم مركب واسع النطاق بمسيرات وصواريخ كروز وصواريخ بالستية، وحتى أسلحة فرط صوتية». كما اعتبرت فرنسا أن الضربات تظهر بوضوح عدم وجود إرادة لدى روسيا للانخراط بجدية في محادثات سلام، إذ قال ناطق باسم وزارة الخارجية:



«في حين تقول روسيا إنها مستعدة للتفاوض، تواصل في الوقت نفسه هجماتها القاتلة على أوكرانيا. هذه الضربات تظهر مجدداً ضرورة وضع حد لعمليات القتل، وبالتالي ضرورة مواصلة الضغط على روسيا».