ادبــاء وكُتــاب


السبت - 04 مايو 2019 - الساعة 11:53 م

كُتب بواسطة : أسامة الشرمي - ارشيف الكاتب




يعي الحوثي أنه لن يدخل الضالع، وإن أحرق سفنه أو اصطحب مقاتليه معهم نسائهم وأطفالهم على غرار معارك القبائل العربية في العصر الجاهلي، الحديث هنا بعيد عن رفع المعنويات وبروبجندا الإعلام الحربي، بل توضيح لحقائق الديموغرافيا وروزنامة الحرب والسياسة.

١٥ مايو موعد إنعقاد مجلس الأمن المقبل بخصوص اليمن، والذي يعتزم خلاله بريطانيا والولايات المتحدة إعلان وفاة إتفاق السويد الخاص بالحديدة، بحسب بيان اللجنة الرباعية التي تضم (أمريكا، السعودية، بريطانيا، الإمارات) بعد خمسة أشهر من إعاقة تنفيذ هذا الإتفاق وتغطية المبعوث الخاص جريفث لممارسات الحوثيين وخروقاتهم لاتفاق الهدنة.

وقبل نهاية إتفاق السويد الذي سيتبعه لامحاله عملية واسعة لتحرير مدينة الحديدة وموانئها من سيطرة المليشيا المدعومة إيرانياً، كان لابد للحوثي استباق هذه التطورات وخلط البيئة الإستراتيجية بما يحقق له هز الروح المعنوية للجنوبيين الفاعل الأبرز في عمليات الساحل الغربي ورفع الروح المعنوية لأنصاره ومقاتليه، ذلك للوصول إلى منتصف مايو قبيل عملية تحرير الحديدة بقوات جنوبية(العمالقة) مشتتة مايعطية الأفضلية معنوياً على حساب الشرعية.

لذا وللتفكير مع الجميع بصوت مرتفع أرى أن معركة المناطق الوسطى المحاذية للضالع الجنوبية تضل معركة هامشية على طريق ١٥ مايو، لا يرجى فيها تحقيق تقدم أو انتصارات كبيرة، فكل ما تحتاج صمود وتلاحم وتآزر جنوبي واسع ، ونلفت عناية وسائل الإعلام والزملاء على تسليط الضوء على هذا التلاحم والتركيز عليه لكسر مخططات الحوثي ومنعها من تحقيق أهداف تذكر.

يبقى الأهم وبشكل خاص الإستعداد جميعاً وبكل إمكانياتنا لمعركة الحديدة، في النصف الثاني من هذا الشهر ، فهذه الخطوة هي ما يطلق عليها إستراتيجية، ولم يتبقى أمامنا إلا أقل من أسبوعين لتنفيذها ومن ثم قطف ثمارها المتمثل في القضاء على جماعة الحوثي كخطر يهدد الإقليم والعالم وبشكل نهائي. حتى إن ضلت الجماعة تحتفظ كم صاروخ بالستي أو أحتضنت بعض الخبراء الأجانب لكن ليس لوقت طويل سينفعها هذا المخزون.