ادبــاء وكُتــاب


الأحد - 02 أبريل 2023 - الساعة 04:37 ص

كُتب بواسطة : صقر الهدياني - ارشيف الكاتب


"أُفضّل الموت برصاصةٍ طائشة في حربِ عصابات بأحد الأحياء شمال المكسيك على أن أكون ولو للحظةٍ مثيرًا للشفقة".

- لا حول ولا قوة إلّا بالله، لِمَ هكذا..؟!
- أنا رجل غريب الأطوار، لا أفهمني، أشعر كأنَّ شخصًا آخرًا يسكنني يرقص في قاع جمجتمي..!!
لا أعرف ما إذا كانت حياتي هذه أم أنّي دخلتُ في جلدٍ آخر..؟!
أنا حبيسُ روحٍ هزليةٍ عارية أصابتها لعنةُ قميصٍ مُنتَظر..!!
كُلّما أحاول إهراق دمي للنجاةِ من الموت أجد عجوزاً في فتحة شرياني ترقصُ ترقصُ ترقصُ حافية الرغبات...!!

حسناً..
دعوكم من كل هذا، لديَّ ما هو أكثر تصوّفاً..
أنا كلّما ابتسمتْ لي أنثى توضيتُ بابتسامتها ولا أصلّي؛ أشعر أنَّ هذا الكائن الخبيث الرقيق طيب الكوارث أخذ حيزاً أكبر من كيده..!!
كان نظيفاً فلطخته يدٌ غربيةٌ ورجلٌ شرقيٌ متحضّر..

تساؤلاتٍ رتيبة مصابة بهلعِ الحياة، وضريحٍ عقيم يمشي نحو الله بصدرٍ باهت وقدمين مبتورين ينزف منهما دمٌ أبيض..!!
أرغب باستئنافِ الجريمة، أن أواصل المضي فيَّ،
أن أتسرب كالماءِ من نهدِ نبوءةٍ أخرى..
أن أبتكر منارةً ذهبيةً ليس يأكلها الصدى،
وأردد انفجارة أولى بغير مدى..

سيفٌ خرافيٌ يداوي من به جهلٌ وحقدٌ؛
جمرٌ حداثيٌ يكفهرّ بوجه مدينةٍ ثكلى..
شيطانٌ يستعيذ من هرمِ الخرافة..
هزيعٌ أخرسٌ يجر أثواب المنايا؛
طيرٌ يحوم بكلِ هوسٍ؛
يراود الرغبات في فضاءاتٍ فسيحة..
يمتد فوق أريكةِ التاريخِ ممتطيًا؛
سطوح خناجر العظماء يطعنُ كل فجرٍ،
يجرِّد التاريخ من رهبِ الخفايا..!!

أضيقُ ذرعًا إن غازلتني هشاشتي،
وأنفض عن عيونِ الصقر أكفان بياضا..
أنا العبث المُرتّبُ في كلِ حينٍ؛
وعاصفةُ الهلاك إذا استقرتْ؛ رياحٌ عاتياتٍ
قدِمن من رحمِ الجحيم وزمهريرا...
أفكُّ عن روحي خرافاتِ القدامى؛
وأرسم في العُلى مجدًا يليق بكلِ صقرٍ؛
يُشمِّر نحو أفلاكٍ بعيدة..
ويتّقد الجبين يُضيء طوعاً،
وأجنحة الصقور تغازل كل سقفٍ؛
وسقفُ المجدِ ليس إلّا، بلاطٌ تحتُ أقدام العظامى.