ادبــاء وكُتــاب


الخميس - 03 أغسطس 2023 - الساعة 12:26 ص

كُتب بواسطة : صقر الهدياني - ارشيف الكاتب



حين تصلين، تسألك ملائكة الله عن سر مجيئكِ الباكر،
أخبريهم أن القلوب قست، فهي كالحجارة،
أو أشد قسوة..
أخبريهم أنَّ ثمّة شاب
تعرى من كل أبجديات الرحمة والإنسانية،
انهال عليكِ طعنًا كثيرًا يرفع يده قُبالة السماء،
وينزلها كالنيزك طعنًا في جسدك..
أخبريهم أنَّ الحرية مغتصبة،
ما عادتْ الضعيفة تملك حق تقرير المصير،
إمّا أن ترضخ تحت التهديد،
أو تصيّرها الوحشية كالغربال..
أخبريهم عن رخص الروح البشرية وكيف
يُهتَكُ الجسد الكريم،
أخبريهم أنَّ ما تريدينه سوى العمل وإعالة أسرة تتضور جوعًا،
وأنَّ غايتكِ العيش بكرامة لا غير ذلك..
فاطمة، أخبريهم أنَّكن وصية المولى الرحيم على لسان حبيبه المصطفى،
ودون أدنى استشعار لعظمة الرب ولا مقام نبيه الكريم،
تُكسَر القوارير ويهرق الدم المُوصّى به..

يا الله، امنحني سببًا آخر للبقاء،
وندمًا أكثر شجاعة من آثام البطاشين،
وبلادًا غير التي لا تعرف إلا العزاءات والمآتم السوداء..
يا الله، لا زال دم حنين يعج الشارع العدني،
لا زالتْ المحاكم تتفحص إثر الجريمة الأولى،
تعب الموت من الركض ناحية المظلومين،
واستراحتْ الجريمة ضاحكة في ملامح البطاشين..

- صقر الهدياني.