ادبــاء وكُتــاب


الخميس - 21 سبتمبر 2023 - الساعة 06:49 م

كُتب بواسطة : ياسين الرضوان - ارشيف الكاتب



صدمنا وأصابتنا الحسرة ونحن نقرأ بيان الصحفي وقبل الصحفي المناضل الشجاع "ماجد الشعيبي"، الذي يعد من أبرز الصحفيين الشباب الذين ناضلوا منذ وقت مبكر، لأجل القضية والوطن، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة من قبل سلطات الاحتلال الأمنية والقمعية حينذاك، ولكن الأكثر إيلاماً هو أن يتعرض من يقوم بمهامه الصحفية والإنسانية للإيقاف، بدون أدنى مسوغ قانوني، وخارج نطاق القانون..

ما حصل اليوم، يجعل الجميع يتراجعون خطوات للخلف، ويتخوفون من قادم قد يكون أسوأ من سابقٍ لعنه الجميع، ماجد صحفي حصيف ولا أحد يزايد على وطنيته وهو الذي تحمل الكثير من الظلم والقمع والاعتساف، لعلو كعب قلمه ضد الإحتلال اليمني، لكن المؤلم والمرير هو تعرضه للظلم والتهميش والإقصاء وهو الأكثر جدارة من كل من طفوا على السطح مؤخرا، ومثل الإيقاف له خطأ واضحا، وأخذ توقيعه وبصمة يده كما لو أنه مجرم خطير، وهو ما لا يمكن القبول به، ولو سجنا جميعاً..

لمرات عديدة جلسنا مع العميد جلال الربيعي، وهو رجل وطني ومناضل جسور، ولا نظن هذا الأمر يرضيه، كون ماجد وبقية الزملاء يعتبرون صمام أمان وحماية للقوات الأمنية التي اعتقلته، وهو يواجه هجمات شرسة لملشنتها وشيطنتها، ولأن الأمر أيضاً برمته مخالف للنظام والقانون، ونحن ننشد دولة ووطن عادل لا يظلم فيه أحد، ثم إن الوطن لن يمر من الأزقة والحوافي الضيقة ومخالفة القوانين، وإذا كان ثمة شيء ما يحز في نفس بعض القيادات، فأعتقد أنه كان بالإمكان التواصل مع الزميل ماجد، والجلوس معه جلسة ودّية كما يحدث دائما مع بقية الزملاء والسماع منهم، عند حدوث أي إشكال، ماجد ليس شخصاً غريباً ولا يهدد الأمن والاستقرار للبلد، وليس مجرماً خطيرا ولا إرهابياً، ولا يتمتع بصفة اللؤم ولا الغدر ولا الخبث..

ماجد صحفي شجاع ومجاهر بالحقيقة ولا نحبه إلا لأنه كذلك، ولا يخاف من أي أحد، قد يكون محترماً عندما يكتب ليوضح، لكنه أيضاً مقاتل صنديد بقلمه وكاميرته، ولا يقبل الانتقاص من مهنته أو قيمته كصحفي رأس ماله كلمته، ومؤكد أنه يستطيع الدفاع عن نفسه وذاته وإلا فما فائدة قلم لا يستطيع الإنسان عبره الدفاع عن ذاته ومكانته، حسب مقتضى النظام والقانون، ليس غبيا كي لا يعرف حقوقه في هذا المجتمع، وليس جاهلا كي لا يعرف ما الهدف من اعتقاله وتوقيفه..

لا يمكننا السكوت على الخطأ ولو كان ذلك من أهلنا أو أنفسنا، ولا نقبل التجني على الغير تحت أي ظرف كان، ولا نقبل بالمقابل أن تكون أقلامنا مسخرة للمدائح أو التطبيل لأي احد، أو لظلم الناس والتشهير بهم، وإن كان ثمة خطأ ارتكبه الشعيبي فيجب محاسبته، ولكن الحساب والعقاب يجب أن يمر عبر طريق رسمي، وهو النظام والقانون، إذ لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار خارج هذا النطاق؛ لأنه الفرق الوحيد بين أن نكون دولة، أو نكون شيئا آخر..

شعارنا دوماً، أننا مع الحق ضد الظلم، ولن نكون أنصارا للظلم يوماً، ولو تم قتلنا، المسألة مسألة مبدأ وكرامة، ولا فائدة من حياة لا تقوم على المبادئ والقيم، إن رضينا وسكتنا عن الظلم لماذا ترانا نستحق أن نعيش، نرجو أن يتم توجيه الطاقات إلى ما هو أجدى وأهم، وإلا سنخسر في كل يوم صناديدنا، وعند بدء النزال وقد اقترب موعده كثيراً، لن يكون لدينا ما نقاتل به، إسمعوا للصواب أينما كان وانتصروا له، وسنكون جنودا معه حتى لو دفعنا حياتنا، أما الترهيب والتخويف فلعمري إنه وقود النبلاء، نحن صحافيون ولا نقبل بالخطأ علينا أو على غيرنا..