الأحد - 21 يوليو 2024 - الساعة 08:54 م
لا يخفِ عن اليمنيين ما يقوم به الحوثي من جرائم وحشية عليهم طوال عشر سنوات منذ احتلاله لصنعاء والى اليوم من تشريد المواطنين وقتلهم ونهب ممتلكاتهم وتحويل اليمن الى اقطاعية خاصة يمارس فيها كل انواع الانتهاكات بحقهم ..
وبعد عشر سنوات من الحرب جراء انقلابه على السلطة تأملنا هدنة وبادرة سلام مع آلة الحرب الحوثية تنهي معاناة اليمنيين، وبدعم حثيث وتنازلات من الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف لدعم جهود السلام لم يجد الحوثي مبررا من استمرار الصراع، قفز بين ليلة وضحاها الى التسلق والتشدق بالقضية الفلسطينة، ليقود صراعًا جديدًا هو الآخر يفاقم معاناة اليمنيين، بدًأ من عملية القرصنة التي يقوم بها ضد السفن التجارية على البحر الأحمر انتهاءًا بإرسال الصواريخ والمسيرات على إسرائيل اخرها هجومة بمسيرة صماد او "يافا" كما يدعي على تل ابيب ..
كل تلك الهجمات لم تؤثر اطلاقًا على سير الحرب في غزة ولم تلقي لها اسرائيل بالًا بل على العكس كانت هي المستفيدة الاكبر منها بالتسويق الدولي لنفسها على انها وسط محيط معادي وانها في دائرة الاستهداف لحشد الدعم الدولي لتأييد روايتها ومدها بالسلاح المطلوب لحربها في غزة مع تناسي معاناة الأخيرة وطمسها من الاهتمام الدولي الذي يرفض ما تقوم به اسرائيل من ابادة داخل غزة او يقف على الحياد ازاء ذلك..
ممارسات الحوثي ترقى الى مستوى التخادم بينه وبين اسرائيل لحشد الدعم والتأييد لها، وما حدث مؤخرًا في هجوم الحوثي على تل ابيب اقرب مثال لذلك، فرد إسرائيل جاء مؤلمًا لليمنيين بإستهداف ميناء الحديدة واستهداف بنية تحتية يستفيد منها ما يقارب 25 مليون مواطن يمني في مناطق الاحتلال الحوثي؛ ودعمًا لسردية الجماعة وخطاباتها الاعلامية الكاذبة والمفضوحة لدى اليمنيين ..
ان هذه المناورة والتصعيد الذي يقوم به الحوثي بإسم القضية الفلسطينة على حساب المواطن اليمني تدل وبشكل واضح ان الحوثي لا ينمو الا في الصراعات والحروب وهو يقود اليمنيين الى صراع اقليمي اعنف، فكلما حاول اليمنيين المضي قدمًا في صناعة السلام للتخفيف من معاناتهم نجد ان الحوثي خلق بؤرة صراع جديدة للإسترزاق، والمزيد من القتل والتشريد ومزيدًا من الجبايات والاتاوات ضاربًا عرض الحائط معاناة اليمنيين ومجاعتهم .