البعد الثقافي

"مجزرة في السحاب" عن فظائع أميركا حول العالم

الثلاثاء - 04 يونيو 2024 - الساعة 12:44 م بتوقيت اليمن ،،،

يستعيد أستاذ التاريخ الدولي كيم أ. واغنر، في كتابه الجديد "Massacre in the clouds"، واحدة من أسوأ المجازر التي ارتكبها الجيش الأميركي عام 1906 في "بود داجو" (Bud Dajo)، بسكان قبيلة "المورو" (Moros) الواقعة جنوب الفلبين. 

الكتاب صدر في 28 مايو 2024 عن (دار هاشيت). وغرّد الكاتب Kim A. Wagner على صفحته في منصّة (X): "كتابي عن كيف يمكن للناس أن يشاهدوا الفظائع التي تتكشّف أمام أعينهم، ومع ذلك ما زالوا يصرّون على أنهم لا يرون شيئاً. أو يرون مذبحة ويسمّونها "معركة".

وقال: "إن الأمر يتعلق بمذبحة وقعت عام 1906، ولم أتخيّل أبداً أنها ستكون ذات أهمية مأساوية عام 2024".

أضاف: "عادةً ما أصف "بود داجو" بأنها أسوأ مذبحة أميركية لم يسمع عنها أحد، إذ هاجم الجنود الأميركيون جيباً لمسلمي المورو، وقتلوا نحو 1000 شخص".

وتابع: "إنه أصعب كتاب عملت عليه على الإطلاق. وهو يكشف قصّة مذبحة من خلال صورة واحدة، وبالتالي يمكن اعتبار الكتاب نفسه تعليقاً مكوّناً من 100000 ألف كلمة".

"الآنسة بود داجو"

تظهر في الصورة فتاة شابة بالأبيض والأسود ذات شعر داكن، وعلى وجهها تعبير يائس، وترتدي قطعة من القماش الخفيف ملفوفة على طراز التوغا، وتقف أمام  شجرة كبيرة. 

أصبحت هذه الفتاة الصغيرة من مورو، التي تيتمت في مذبحة "بود داجو"، تُعرف باسم "الآنسة بود داجو". 

يقول الكاتب: "كانت صورتها، التي تم توزيعها على البطاقات البريدية، بمثابة وسيلة للأميركيين، لإعادة صياغة عنفهم وتحويله إلى قصّة عاطفية عن الخير، يتولى فيها الرجل الأبيض دور المنقذ".

العنف الأميركي

وقالت دار النشر إن "روايته الحيّة والقاسية للمذبحة،  التي أودت بحياة مئات الأشخاص أكثر من (Wounded Knee) و( My Lai) مجتمعين، تكشف عن مدى اعتناق الأميركيين لممارسات الحرب الاستعمارية والعنف، المستمدّة من الإمبريالية الأوروبية، ونتائجها الكارثية".

في مارس 1906، حاصر الجنود الأميركيون الجزيرة جنوب الفلبين، وقتلوا 1000 من الرجال والنساء والأطفال المحليين، وتم الترحيب بما يسمى بـ "معركة بود داجو" باعتبارها انتصاراً على عصابة عنيدة من الخطرين، وإنجازاً مهماً للأسلحة بحسب الرئيس ثيودور روزفلت.

واعتبرت الدار "أن بعض المعاصرين، رأوا المذبحة على حقيقتها، لكن تمكّنت السلطات العسكرية الأميركية بنجاح من دفن القصّة. وعلى الرغم من أن مذبحة "مورو" تم تصويرها بالكاميرات، إلا أن ذكرى المذبحة سرعان ما اختفت من السجل التاريخي".

فضيحة موثّقة

 وعلّقت صحيفة "نيويورك تايمز" على الكتاب قائلة: "إن الواقعة مخزية للغاية، لدرجة أنها أصبحت اختصاراً مؤلماً لمجزرتي: (Wounded Knee)، حيث قتلت القوات الأميركية ما يصل إلى 300 من رجال ونساء وأطفال لاكوتا عام 1890؛ و (My Lai)، حيث قتلت القوات الأميركية نحو 500 قروي فيتنامي أعزل عام 1968".

أضافت: "قليل من الأميركيين اليوم سمعوا عن "بود داجو"، وهو جبل بركاني يقع جنوب الفلبين. وما يجعل فقدان الذاكرة التاريخية مثيراً للفضول، هو أن "بود داجو"، ربما تكون أفضل مذبحة موثّقة في عصرها"، كما يكتب فاغنر.

يقول الكاتب: "تمّ التعامل معها في البداية على أنها فضيحة، وهيمنت على عناوين الصحف في الولايات المتحدة في الأسابيع القليلة الأولى. ومع ذلك، فإن التدقيق لم يدم طويلاً: "لقد اختفت ببساطة عن أعين الجمهور".