متابعات (البعد الرابع) غرفة الأخبار
نشر في الثلاثاء ,10 يونيو ,2025-08:32 مساءً
حمل التصعيد الإسرائيلي المفاجئ ضد الحوثيين ، عبر استخدام سلاح البحرية عوضًا عن الجوي كما هو معتاد، دلالاتٍ وأبعادًا استراتيجية وعسكرية في المواجهة المفتوحة بين تل أبيب وجماعة الحوثي في اليمن ، والمستمرة منذ أكتوبر 2023.
وصباح اليوم الثلاثاء، شنّت إسرائيل هجومًا عبر القوات البحرية على محافظة الحديدة شمال غربي اليمن، استهدف رصيف ميناء الحديدة بضربتين عسكريتين، وفق تلفزيون قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين.
وهذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها تل أبيب لسلاحها البحري في ضرب مواقع يمنية حيوية في مناطق سيطرة الحوثيين، في تطور لافت، قد يؤدي إلى تحولات في مسار المواجهة.
وفي تصريح لـ “إرم نيوز”، أكد ركن الإعلام الحربي بالمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، النقيب راشد معروف، أن اعتماد إسرائيل للمرة الأولى على قواتها البحرية في تنفيذ هجومها على ميناء الحديدة “يحمل في طيّاته دلالاتٍ وأبعادًا استراتيجية وعسكرية مغايرة”، متوقعًا أن يؤسس ذلك إلى مرحلة جديدة من آلية الرد الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي أطلق في وقت سابق من مساء أمس الاثنين، تحذيرًا بوجوب إخلاء موانئ الحديدة الثلاثة، وهي “الحديدة والصليف ورأس عيسى”، من أي تواجد بشري، تحسبًا لتنفيذ هجوم عسكري.
وسبق التحذير الإسرائيلي، توصية من مكتب عمليات التجارة البحرية البريطانية، نُشّر مساء الأحد، حثّ من خلالها السفن التجارية والناقلات البحرية بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر في محيط ميناء الحديدة، والترقب بعناية ما إذا كان خطر الملاحة والعمليات الجارية في تلك المناطق مستمرًّا.
ورأى مدير عام مكتب إعلام محافظة الحديدة علي الأهدل أن التحذيرات الإسرائيلية والغارات التي تستهدف من خلالها محافظة الحديدة، ليست جديدة، لكنها تأتي اليوم مع تصاعد محاولات ميليشيا الحوثي استهداف الأراضي الإسرائيلية.
وقال الأهدل في تصريح لـ “إرم نيوز” إن هناك نوعًا من التطور الهام مع استخدام إسرائيل سلاحها البحري، بعد سلسلة من الموجات الهجومية والغارات المنفذة عبر سلاحها الجوي وطائراتها الحربية، وهو ما يعدّ إنذارًا بـ “تحولات جديدة ومسارات مغايرة” للمواجهة.
وجاء التصعيد الإسرائيلي النوعي عقب تحذير بريطاني للسفن من الاقتراب من موانئ الحديدة والمناطق القريبة منها، وهذا بحسب الأهدل “قد يُشير إلى علم لندن بالاستراتيجية العسكرية الجديدة التي قررت تل أبيب اتخاذها في تنفيذ هجومها الأخير”.
كما أشار مدير إعلام الحديدة، المُعين من قبل الحكومة اليمنية الشرعية، إلى أنّ المعلومات تفيد بدخول سفينتين إيرانيتين، إحداهما ناقلة نفط والأخرى ناقلة غاز، إلى ميناء رأس عيسى، رغم التشديد الأمريكي ومنع دخول أي سفينة نفطية إلى موانئ الحديدة، مع تحذير بأنه ستوجه إجراءات صارمة بحق الشركة المالكة لها.
وربط المسؤول المحلي اليمني بين تلك المعلومات والتوتر في مفاوضات الملف النووي بين واشنطن وطهران، وهو ما يدفع ميليشيا الحوثي لتصعيد هجماتها على إسرائيل وفي البحر الأحمر.
وأضاف “إذا استمرت ميليشيا الحوثي في إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، فسيكون الرد مؤلمًا، وسيطال البنية التحتية في محافظة الحديدة وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين”، محمّلًا الميليشيا مسؤولية الدمار وتبعات الهجمات الإسرائيلية.
إرم نيوز