الافتتاحية

الإفتتاحية: ربيع الاحزاب المدنية في #تعز تنتفض في وجه الاقصاء والاخونة

السبت - 06 أبريل 2019 - الساعة 07:24 م بتوقيت اليمن ،،،

افتتاحية البعد الرابع


تعز تكسر حلقة الاقصاء والترهيب.. مشهد ظنه الكثيرون حكرا على حزب الاصلاح صاحب السلطة والقوة ، لكنه يتكرر اليوم باتجاه مغاير و بزخم اكبر و مضامين مختلفة مثلت بدرجة اساسية مطالب السواد الاعظم من تعزيي الريف والمدينة..

عشرات الالاف من المواطنين السلميين قرروا الخروج صباح السبت تلبية لدعوة الحزب الناصري ، وهي الدعوة التي اعتبرها اعلام الاصلاح مناسبة للتندر على حزب "السبعة نفر" ، لكنها جاءت صادمة وغير متوقعة.


دعوة الناصريين كانت الشرارة التي فجرت صمت جميع القطاعات الاجتماعية والسياسية ، وسرعان ما تدحرجت كرة النار الى داخل المدينة لتجذب اليها كوادر حزبي المؤتمر والاشتراكي الذيين انخرطوا بعمليات التحشيد والترتيب .


ورغم سلمية "المظاهرة- المفاجاة" ، فان الحشود التعزية لم تشق طريقها بسلاسة الى شارع جمال.. قيادة الاصلاح الامنية استفاقت متأخرة من نشوة التهوين والتحقير ، واصطدمت بسيل جماهيري جارف حاولت تعطيله عبر مسلحيها المستنفرين في جولة الهنجر التي تمثل البوابة الجنوبية الغربية للمدينة ، لكن قوات الحزب وبعد ساعات من التعطيل والاستفزاز استسلمت لارادة المتظاهرين الذين ترجلوا من سيارتهم وقرروا المضي سيرا على الاقدام نحو قلب المدينة.

هكذا تمكنت النخب والجماهير التعزية من قلب معادلة التحشيد الاصلاحي الصفري ، الى معادلة مثمرة كسرت الغرور السياسي للحزب ، والاهم من ذلك انها لم تتوقف عند حدود النكاية الحزبية والمناجمة الاعلامية ، بخلاف ما توقعه سالم ومسلحية وناشطيه.

رفعت تظاهرة اليوم حزمة من المطالب التي قالتها الاحزاب اليمنية بشكل نخبوي في القاهرة، ثم ترددت اصداؤها الشعبية في شارع جمال بتعز ، وجوهر هذه المطالب : اما اصلاح بنية الشرعية ، او مقاومة شرعية الاصلاح..

بيان الحزب الناصري مثل لسان حال المتظاهرين جميعا ،وقد ركز في مضمونه على جملة نقاط محورية:

- دعم محافظ تعز لتعزيز سلطة الدولة وبسط الامن و محاسبة القيادات الامنية والعسكرية المسؤولة عن مجازر وانتهاكات الحملة الامنية في المدينة القديمة.

- اعادة الاعتبار الى المبادئ الحاكمة للمرحلة الانتقالية وفي مقدمتها الشراكة والتوافق ، و النهوض بالاعباء والمسؤوليات الاجتماعية والاقتصادية والخدمية في المدينة بدلا عن استخدام مؤسسات الدولة في تصفية الحسابات الحزبية.

- اعادة هيكلة مؤسستي الجيش والامن على اسس وقواعد وطنية مهنية ، او بحسب تعبير المتظاهرين "تعين الضباط المتخصصين وازاحة الاساتذه الاخوانيين".

-و اخيرا الدفع نحو تحرير المدينة من العدو الانقلابي .

هكذا تصبح مظاهرة "السبت المدني" في تعز نقطة تحول مفصلي في مسار الصراع اليمني ، فهي تقول بجلاء ان القوى الوطنية لن تقبل بمقاعدها الصغيرة في دكة الاحتياط ، و ستجترح ادواتها الخاصة لتمضي الى قلب الملعب السياسي وتعيد تصويب مؤسسة الشرعية اولا ثم بوصلة الصراع العسكري التي حادت عن الحوثيين.

كما انها مؤشر هام على مخاض سياسي عسيري قد يولد عنه تكتل حزبي جديد على قاعدة ٣ ١ (ناصري،مؤتمر،اشتراكي، واحتمال ان ينضم اليهم الانتقالي) يعيد الاعتبار الى قيمة العمل السياسي ، ويصوغ التوازنات السياسية بما تقتضيه متطلبات المرحلة الحالية.

و كان لافتا كيف ان مظاهرة الموصومين " بالعمالة للامارات" لم ترفع صور بن زايد او بن سلمان ، وكرست شعاراتها وانشغالات لقضايا الداخل اليمني .

لقد استعادة تعز اليوم سمعتها التاريخية كمنجم زاخر بجواهر العمل السياسي المدني الديمقراطي وكأرض حبلى بالمفاجات الوطنية ، وذلك بعد ان شوهت تجربة حكم الاصلاح خلال السنوات الاربع الماضية صورة الحالمة من خلال فتوحات غزوان و سلفي المخلافي .