متابعات (البعد الرابع) غرفة الأخبار
نشر في الاثنين,21 يوليو ,2025-05:54 مساءً
«جئت لأوقف الحروب»، كانت هذه أبرز شعارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية قبل تولي رئاسة الولايات المتحدة، وكثيراً ما وقف على المنابر يخطب أمام الناس واعداً إياهم بأن اهتماماته هي الشأن الداخلي الأمريكي، وإعادة «أمريكا عظيمة مرة أخرى»، إلا أن بيانات جديدة صادرة عن منظمة «أيه سي إل إي دي» المستقلة والمتخصصة في تتبع النزاعات المسلحة حول العالم، كشفت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفذت 529 غارة جوية منذ يوم تنصيبه، مقتربة بذلك من العدد الإجمالي للغارات التي أمرت بها إدارة سلفه جو بايدن طيلة فترة ولايته، والتي بلغت 555 غارة خلال أربع سنوات كاملة.
وبينما ركزت إدارة بايدن على ضربات محدودة وموجهة ضمن إطار تقليل التدخلات العسكرية، تشير البيانات إلى أن ترامب اعتمد نهجاً أكثر تسارعاً وهجوماً منذ عودته إلى البيت الأبيض، حيث استهدفت 470 غارة جماعة الحوثي في اليمن، في حين توزعت باقي الغارات على مواقع لتنظيم داعش في الصومال، ومجموعات جهادية في سوريا والعراق، إضافة إلى ضربة مثيرة للجدل استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وقالت رئيسة المنظمة، كليوناد رايلي، لصحيفة “ديلي تلغراف”، إن الأمر لا يتعلق بتوزيع الضربات جغرافياً، بل بوتيرتها، معتبرة أن “الجيش الأمريكي يتحرك بوتيرة أسرع، ويضرب بقوة أكبر، وبهامش قيود أقل”، واصفة هذا التصعيد بأنه “من بين أكثر الفصول تسارعاً في التاريخ الحديث”.
ورغم أن ترامب تعهد خلال خطاب تنصيبه في يناير بعدم الزج بأمريكا في حروب، مؤكداً أن “النجاح يُقاس بالحروب التي لم نخضها”، فإن الواقع الميداني يظهر أن اليمن وحدها شهدت خلال ربيع هذا العام كمية من القصف الأمريكي لم تحدث منذ عام 2002، وبكلفة تجاوزت مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، بحسب صحيفة “الغارديان”.
المفارقة الأشد جاءت مع الغارة الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، والتي فتحت جبهة سياسية داخلية في صفوف الجمهوريين أنفسهم. فقد وصفت النائبة مارغوري تايلور غرين تلك التحركات بأنها “مكلفة وتعيدنا إلى دوامة الحروب”، فيما هاجم الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون ترامب علناً واعتبره “متواطئاً” في تصعيد الصراع مع إيران، محذراً من أن “الانقسام الحقيقي اليوم هو بين دُعاة الحرب ودُعاة السلام”.
ورغم ذلك، تؤكد الإدارة الحالية أن الاستراتيجية لم تتغير، مشيرة إلى أن “الضربات الجوية عن بُعد تقلل الحاجة إلى إرسال قوات برية”، وأن “السلام بالقوة” لا يزال المبدأ المُوجّه. لكن وفقاً للمعدل الحالي البالغ نحو 100 غارة شهرياً، فإن ترامب سيتجاوز إجمالي ضربات بايدن بحلول أغسطس المقبل.