أعطيت جواز سفري للمضيفة...
اثناء سفري للعمل
فوجدت الجنسية يمني .....من عـــدن .....
...
فنظرت إلي وهي تبتسم ...
وسألتني: من تحب أكثر عدن أم لندن ؟
فقلت لها:
الفرق عندي بين عدن و لندن.
كالفرق بين الأم والزوجة ....
فالزوجة أختارها ..
أرغب بجمالها ..
أحبها .. أعشقها ..
لكن لا يمكن أن تنسيني أمي ..
الأم... لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها ..
لا أرتاح الا في أحضانها ..
ولا أبكي إلا على صدرها ..
وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها ..
فأغلقت جواز السفر ونظرت إلي باستغراب... وقالت: نسمعُ عن ضيق العيش فيها...
فلماذا تحب عدن؟
قلت: تقصدين أمي؟
فابتسمت وقالت: لتكن أمك ...
فقلت: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب. لكن حنان أحضانها وهي تضمني...
ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني ...
قالت: صف لي عدن......
فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة ،
لكنك ترتاحين اذا رأيت وجهها ..
ليست بذات العيون الزرقاء ...
لكنك تشعرين بالطمأنينة اذا نظرت اليها ..
ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها ....
الطيبة . والرحمة ..
لا تتزين بالذهب والفضة ،
لكن في عنقها عقداً من سنابل القمح ...
تطعم به كل جائع ..
حاولوا ان يدمروها ولكنها ما زالت تبتسم ..!!
أعادت إلي جواز السفر ...
وقالت: أرى عدن على التلفاز...
ولكني لا أرى ما وصفت لي ..!!
فقلت لها: أنت رأيت عدن. التي على الخريطة ...
أما أنا فأتحدث عن عدن التي تقع في قلبي ..
اللهم عمها بالأمن والأمان