عدن : (البعد الرابع) غرفة الأخبار
بعيدا عن الحيثيات الامنية لاعتقال الشيخ الزايدي و الوزير هشام شرف ، فان الصخب السياسي الناجم عنها يقدم مثالا مكثفا لطريقة تعاطي الشرعية اليمنية وجمهورها السياسي و الاعلامي مع المتغيرات الايجابية بصورة منفلته و تساهم في خلق المشكلات بدلا من اقتناص الفرص.
فالطبيعي ان الحادثين تعكسان يقضة امنية محمودة لدى الاجهزة الرسمية ، كما انها تعكس انكشافا واضحا لكروت الحوثي الاستخبارتية وطرق تهريبه السرية ، وهي موشر مهم عن حالة هجرة قيادية من صنعاء نحو الشرق والجنوب.
والاهم من هذا كله ، فقد عكست التطورات تناغما سياسيا لافتا في مجلس القيادة الرئاسي ؛ فالاجهزة الامنية في عدن تحركت بموجب توجيهات ومتابعة من قبل الرئيس رشاد العليمي ، و السلطة المحلية في المهرة تحركت وفق توجيهات ومتابعة اللواء عيدروس الزبيدي ، وهذه الروح التعاونية امر باعث للتفاؤل وليس القنوط.
لكن كيف جرى استقبال هذه الاحداث من جمهور الشرعية و من مطابخ الحوثي الاعلامية؟
اولا تم اظهار اشتباك الامن في المهرة مع مجاميع مسلحة على انه ضعف في حين انه موشر قوة ، والدليل ان الزايدي تم نقله الى الغيضة وباشراف اللجنة الامنية في المحافظة.
ثانيا على وسائل التواصل الاجتماعي تم تحويل الحدث الى جدل عقيم حول الصراع بين الدولة والقبيلة ، و من ناحية اخرى تم اختلاق انباء غير صحيحة عن اخلاء سبيل شرف كي ينشب على اثرها جدال عقيم بين انصار مأرب وانصار عدن ويتهم كل طرف منهما الاخر بالتواطؤ.
ثالثا تم الترويج - بخبث او بيأس- بان الشرعية سوف تفرج عن الرجلين بموجب ضغوط من التحالف او عمان ، وفي حقيقة الامر يبدو ان الراي العام مازال عالق في صدمة التراجع عن قرارت البنك المركزي ، وهو معذور بفقدانه للثقة ، لكن ذلك لا يبرر فقدان الرشادة السياسية و التحول الى خطاب يائس وعدمي.
في جميع الاحوال هناك قيادات حوثية وصلت ليد الشرعية ، والخاسر الوحيد هو الحوثي ؛ الجهات الامنية قامت بالصواب فقد تحفظت عليهم واحسنت مثواهم ..
وسواء تم اخلاء سبيلهم في مقابل استمالتهم سياسيا واجتماعيا ، او تم الابقاء عليهم مقابل المقايضة بهم امنيا ، فان الامر لا يستدعي كل هذا الصخب الاعمى.
كتب: حسام ردمان