خاص( البعد الرابع) غرفة الأخبار
نشر في الأربعاء,9 يوليو ,2025-11:52 مساءً
فنزويلا، بلد يزخر بالثروات التي يتمناها كثيرون. فهي تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، وتضم أراضي خصبة ومعادن ثمينة. ومع ذلك، يعيش شعبها اليوم بين الفقر والجوع، ويشهد العالم واحدة من أكبر موجات الهجرة في تاريخ أمريكا اللاتينية. فماذا حدث لهذا البلد الغني؟ ولماذا تحوّلت نعمة الثروة إلى نقمة؟
الجواب باختصار: الفساد وسوء الإدارة.
منذ أن وصل هوغو تشافيز إلى الحكم عام 1999، بدأت فنزويلا تسير في طريق الشعبوية والحكم الفردي، تحت شعار “الاشتراكية البوليفارية”. بدلاً من تنويع الاقتصاد وبنائه على أسس قوية، اعتمدت الحكومة على النفط فقط، ووزعت عائداته بطريقة غير مدروسة، وأهملت الزراعة والصناعة وكل مقومات الاكتفاء الذاتي.
مع الوقت، تسلّل الفساد إلى أعماق الدولة، وتحوّلت الثروة إلى أداة بيد نخبة سياسية ضيّقة. اختفت الكفاءات، وتحوّل الاقتصاد إلى أداة سياسية. وعندما هبطت أسعار النفط، لم يكن هناك شيء يحمي البلاد: انهارت العملة، وتآكلت الرواتب، واختفت الأدوية والمواد الغذائية من الأسواق.
زاد الطين بلة، تحالف فنزويلا مع أنظمة مثل كوبا وروسيا والصين، وابتعدت عن دول العالم التي تقوم على الشفافية وحقوق الإنسان. ونتيجة لذلك، فُرضت عليها عقوبات دولية، زادت من عزلتها الاقتصادية والسياسية.
اليوم، يعيش الملايين من الفنزويليين في فقر مدقع، والكثير منهم فرّوا من بلادهم بحثًا عن حياة كريمة. كل هذا لم يكن بسبب قلة الموارد، بل بسبب غياب الحكمة، وانعدام الشفافية، والتمسك بأفكار أيديولوجية لم تعد تصلح لعصرنا.
وختاماً، الثروة لا تصنع التقدم وحدها. بدون حكم عادل، وإدارة رشيدة، واحترام للإنسان، تتحول الثروات إلى أزمات، وتضيع الفرص كما ضاعت في فنزويلا.