متابعات (البعد الرابع) غرفة الأخبار
نشر في :السبت, 2 أغسطس, 2025 - 06:05 مساءً
كشفت صور ومشاهد مصورة، تداولها ناشطون محليون، عن كارثة إنسانية مروعة حلت بأسرة "آل باكر" في مديرية قفلة عذر بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، جراء حملة انتقامية دموية نفذتها مليشيا الحوثي، أسفرت عن دمار شامل للمنازل، وتجريف للمزارع، وتهجير عشرات الأسر قسريًا.
وتُظهر المشاهد جرافات وآليات عسكرية تابعة للحوثيين وهي تقوم بتجريف مزارع القات، وهدم المنازل، وإحراق مركبات تابعة للأهالي، في حملة وصفتها مصادر حقوقية بـ"الإرهابية"، نفذت بغطاء قبلي ومساندة أمنية من قيادة الجماعة المسلحة.
ووفقًا لمصادر محلية، جاءت هذه الحملة بذريعة ثأر قبلي يعود إلى أربع سنوات، عقب مقتل الشيخ مصلح الوروري ونجله، على يد "علي صالح باكر الوروري"، الذي قُتل لاحقًا في عملية انتقامية نفذها هاشم الوروري، نجل الشيخ القتيل. غير أن المصادر ذاتها أكدت أن مليشيا الحوثي استغلت القضية لتصفية حسابات، عبر دعم هاشم الوروري بالسلاح، والأطقم، والجرافات، وتحويل النزاع إلى حملة إبادة جماعية ضد خصومهم القبليين.
وقاد الحملة ميدانيًا المشرف الأمني الحوثي المعروف بـ"أبو محمد عشيش"، الذي أدار العملية دون أي مساءلة أو تدخل من الجهات القضائية أو الأمنية التابعة للجماعة، مما حولها إلى "تطهير قسري" منظم استهدف عائلة بأكملها.
شهود عيان ومشايخ قبليون وصفوا ما جرى بأنه "جريمة إبادة ممنهجة"، مؤكدين أن الحوثيين لا يعترفون بأي قانون أو عرف، ويوظفون القضايا القبلية كوسيلة لترهيب السكان وفرض السيطرة بالقوة.
ويرى مراقبون أن ما حدث في قفلة عذر ليس حالة فردية، بل يمثل نمطًا متكررًا من النهج الحوثي القائم على عسكرة المجتمع، وتفتيت النسيج الاجتماعي، وتحويل مؤسسات الدولة إلى أدوات للقمع والتصفية، مما يهدد استقرار المجتمع اليمني بأكمله