أخبار وتقارير

يافع.. أرض الكرم والفزعة تنقذ شروق في وقت قياسي

الإثنين - 16 يونيو 2025 - الساعة 01:18 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص( البعد الرابع) غرفة الأخبار




نشر في :الأثنين , 16 يونيو, 2025 - 01:18 مساءً

في مشهد يُجسد أصالة القيم القبلية والإنسانية، ويُعيد للأذهان مآثر العرب في عتق الرقاب، سطّر أبناء يافع ملحمة من الكرم والنجدة، حينما هبّوا – كبارًا وصغارًا – لنجدة فتاة لا يعرفها كثيرون منهم معرفة شخصية، لكنها استغاثت، فلبّوا النداء.


إنها شروق، فتاة وقعت في مأزق قضائي شديد، وكان مصيرها معلقًا بدفع دية مالية كبيرة لعتق رقبتها. وقتٌ ضيق، ومبلغ كبير، ومصير لا يُحتمل، لكن ما لم يكن في الحسبان أن تتدفق تبرعات أهل يافع خلال ساعات، وتصل المبالغ إلى الهدف المنشود في وقت قياسي أدهش الجميع.


من كل مناطق يافع، من الجبل والساحل، من الشتات والداخل، تدفقت الفزعة، وجاد الناس بما يستطيعون. لم ينتظروا توجيهًا من شيخ أو دعوة من زعيم، فقلوبهم سبقت أيديهم، وضمائرهم كانت هي الدافع الأول.


فمنهم من تبرع بمبلغ كبير، ومنهم من قطع قوت يومه، ومنهم من دعا غيره للمساهمة، حتى غصت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات تهيب بالناس أن يُكملوا مبلغ الدية. وما هي إلا ساعات قليلة حتى أعلن القائمون على الحملة اكتمال المبلغ المطلوب، وسط فرحة عارمة وبكاء من الفرح والدهشة.


يافع.. ليست مجرد قبيلة


هذه الفزعة لم تكن غريبة على من يعرف يافع، هذه الأرض التي عُرفت تاريخيًا بالكرم، والإباء، والنخوة، ومواقفها في نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، تتكرر في كل قضية إنسانية داخل الجنوب وخارجه.


فيافع، التي صدّرت مئات الشخصيات الوطنية ورجال الخير والأعمال، تُعيد اليوم تعريف القبيلة، ليس كمكان جغرافي، بل كقيمة إنسانية متجذرة في الوجدان، لا تسأل عن الانتماء بل عن الاستحقاق، ولا تعرف التقاعس إذا كان في الأمر نجدة لمظلوم.


ردود الفعل


وقد تفاعل عدد من النشطاء والحقوقيين مع هذه الفزعة، وكتب أحدهم: "هذه ليست مجرد فزعة، بل درس في التضامن الإنساني والرحمة. ما فعله أهل يافع اليوم، يجب أن يُدرّس في مناهج التربية الوطنية."


بينما قال آخر: "يافع ليست قبيلة، بل حالة من النبل والوفاء لا تتكرر كثيرًا في هذا الزمن."


الخاتمة


قصة شروق ليست فقط عن فتاة أُعتقت رقبتها، بل عن شعب يثبت كل مرة أن أصالته لا تتبدل، وأن النخوة في يافع ما زالت تُورث كما تُورث الأرض.


كل التحية والإجلال لأهل يافع، الذين أثبتوا أن الكرم ليس مجرد شعار، بل موقف، وأن الفزعة لا تحتاج لنداء، بل قلب حي وروح أصيلة.