أصدر مرصد الحريات الإعلامية ، اليوم الأحد 4 أغسطس/آب ، بيانًا يعبّر عن إدانته للعودة غير المقبولة للإجراءات القضائية بحق الصحفيين الأربعة (عبدالخالق عمران، أكرم الوليدي، توفيق المنصوري، حارث حُميد) الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً ضمن صفقة تبادل أسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، برعاية الأمم المتحدة في أبريل 2023.
وقال المرصد، إن الإجراءات القضائية التي اتخذتها المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء تمثل ضربة قاسية للعدالة ولمبادئ حقوق الإنسان، وتتناقض مع الجهود الدولية المبذولة لتعزيز حرية التعبير وحقوق الإنسان. وأبرزت الجماعة الحوثية تجاهلها المتكرر للقوانين والمعاهدات التي تحمي الصحفيين.
المرصد أعرب عن قلقه العميق إزاء إصرار الحوثيين على مواصلة ممارساتهم وتعاملهم مع قضية كان يجب أن تُعتبر منتهية بدلاً من إغلاق الملف بعد التوافق على الإفراج عن الصحفيين، أعاد الحوثيون القضية إلى النيابة، معتبرين الصحفيين فارين من وجه العدالة، مما يعد انتهاكًا صارخًا للمعايير القانونية والمحاكمة العادلة.
واضاف المرصد في بيان لها أطلع عليه " البعد الرابع"، " لقد عانى هؤلاء الصحفيون، على مدار ما يقارب الثمانية أعوام، من ظروف قاسية في معتقلات الحوثيين، حيث تعرضوا لمختلف أنواع التعذيب والانتهاكات، بما في ذلك الاخفاء القسري. لقد حرموا من أبسط حقوقهم، مثل لقاء عائلاتهم وتلقي الرعاية الصحية، مما يوضح حجم الانتهاكات التي ارتكبت في حقهم".
وقال المرصد ، أن محاكمة الصحفيين تتم في إطار قضاء ظالم يفتقر إلى المعايير الأساسية للمحاكمة العادلة، حيث صدر بحقهم حكم بالإعدام في إجراء يُعتبر سياسيًا بحتًا، لا يمت بصلة للعدالة أو الحقائق.
وذكر المرصد ، أن استمرار الحوثيين في التعامل مع هذه القضية بهذه الطريقة يسلط الضوء على تجاهلهم التام لحقوق الإنسان وينبغي أن يحظى بإدانة شديدة من المجتمع الدولي.
وأشار المرصد ، إلى أنه على الرغم من المخالفات القانونية المرتبطة بصفقة التبادل، التي تجرم تبادل الصحفيين بأسري الحرب، رحب المرصد حينها بالإفراج عنهم بهدف إنهاء معاناتهم في سجون الحوثي. ومع ذلك، لا تزال الجماعة مصممة على استهداف الصحفيين بشكل متواصل، مما أسفر عن تحول مناطقها إلى أماكن خالية من وسائل الإعلام المستقلة.
ودعا المرصد جميع الجهات المعنية إلى التكاتف من أجل فضح هذه الانتهاكات وحماية الصحفيين، والعمل على إعادة الحق لضحايا هذه الممارسات القاسية، وضمان ألا تكون مأساتهم مجرد أوراق في ملفات السياسية.