متابعات (البعد الرابع) غرفة الأخبار
نشر في الأربعاء ,3 سبتمبر ,2025-07:39 مساءً
يشهد العالم حدثا فلكيا مثيرا، إذ سيمر كويكب يُقدر حجمه بحجم طائرة ركاب تجارية بالقرب من كوكب الأرض على مسافة قريبة للغاية من الناحية الفلكية وبسرعة 45000 كم/ساعة، يُعرف هذا الكويكب باسم 2025 QD8، ومن المقرر أن يقترب إلى مسافة تعادل حوالي 57% من المسافة بين الأرض والقمر، أي ما يقارب 218,000 كيلومتر.
ما هو كويكب 2025 QD8؟
2025 QD8 هو كويكب من نوع الأجسام القريبة من الأرض (Near-Earth Object – NEO)، تم اكتشافه حديثًا. يُقدر قطره بين 17 و38 مترًا (55 إلى 124 قدمًا)، أي بحجم طائرة ركاب تجارية متوسطة، مما يجعله أكبر من العديد من الكويكبات الصغيرة التي تمر بالقرب من الأرض عادة.
على الرغم من أن مرور الأجسام القريبة من الأرض ليس أمرا نادرا، إلا أن حجم هذا الكويكب ودرجة قربه من الأرض يجعل من حدث مرور 2025 QD8 فرصة علمية واستكشافية مهمة. إذ يتيح للعلماء مراقبة الأجسام الفضائية في الوقت الفعلي وجمع بيانات دقيقة حول خصائصها، وحركتها، وطريقة تفاعلها مع الجاذبية الأرضية.
بحسب الحسابات الفلكية الدقيقة، سيمر الكويكب في 3 سبتمبر عند الساعة 10:57 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:56 بتوقيت غرينتش) على مسافة تبلغ 135,465 ميلاً (218,009 كيلومترات) من الأرض، وهي مسافة آمنة تمامًا لا تشكل أي تهديد لكوكبنا أو للقمر.
وقد التقط صور للكويكب من مسافة تصل إلى 2.4 مليون ميل (3.9 مليون كيلومتر)، باستخدام تعريض ضوئي طويل يصل إلى 300 ثانية، ما يكشف عن الكويكب كنقطة دقيقة على خلفية مرصعة بالنجوم.
مدى قربنا من الكويكب
رغم سرعة الكويكب العالية التي تتجاوز 28,000 ميل في الساعة (45,000 كم/ساعة)، فإن العلماء قد حددوا مساره بدقة. عند أقرب نقطة، سيمر 2025 QD8 على بعد حوالي 57% من المسافة بين الأرض والقمر، مما يُعتبر قريبًا جدًا بالنظر إلى المقاييس الكونية، لكنه لا يشكل خطرا على الأرض.
هذا الاقتراب يُعد فرصة مهمة لتطوير فهم أفضل لسلوك الكويكبات القريبة من الأرض، بما في ذلك تأثير الجاذبية الأرضية على مسارها. كما يتيح جمع بيانات حيوية حول أبعاد الكويكب، سرعة دورانه، وخصائص سطحه، والتي يمكن أن تساعد في استراتيجيات الحماية المستقبلية من الأجسام الفضائية المحتملة التهديد.
دور التلسكوبات الروبوتية في رصد الكويكبات
تلعب التلسكوبات الروبوتية دوراً أساسياً في علم الفلك الحديث، خاصة في مراقبة الأجسام القريبة من الأرض. يستخدم مشروع التلسكوب الافتراضي تلسكوبات متطورة مثل تلسكوب “إيلينا” مقاس 17 بوصة، والتي تتيح التقاط صور دقيقة للأجسام الفضائية من مسافات شاسعة.
تتميز هذه الأنظمة الآلية بقدرتها على العمل بشكل مستقل، إجراء رصد مستمر دون تدخل بشري، والتقاط صور عالية الدقة للكويكبات والأجرام السماوية البعيدة. في حالة كويكب 2025 QD8، ستلتقط هذه التلسكوبات صورًا ثابتة وفيديو مباشر، ليحظى المشاهدون حول العالم بفرصة متابعة اقتراب الكويكب فور وقوعه.
مرور كويكب 2025 QD8 بالقرب من الأرض هو تذكير ملموس بوجود آلاف الأجسام الصغيرة والكبيرة التي تجوب نظامنا الشمسي، والتي قد تمر قرب كوكبنا في أي لحظة. ورغم أن هذا الكويكب لن يشكل خطرا، إلا أنه يوفر فرصة علمية استثنائية لدراسة الأجسام القريبة من الأرض، وفهم كيفية تفاعلها مع الجاذبية الأرضية، وطرق رصدها ومتابعتها باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وفقا لـ “ديلي جالاكسي”.
بث مشروع التلسكوب الافتراضي سيتيح للملايين حول العالم تجربة هذه الظاهرة الكونية النادرة بشكل مباشر، ومشاهدة جسم فضائي بحجم طائرة يسافر عبر الفضاء بسرعة مذهلة، وكل ذلك من راحة منازلهم