وكالات ( البعد الرابع) غرفة الأخبار
أعلن الدبلوماسي الأرجنتيني المخضرم رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشكل رسمي عن نيته الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، في خطوة لافتة تنهي شهوراً من التكهنات حول سعيه لأعلى منصب دبلوماسي في العالم.
ويُعد غروسي، البالغ من العمر 64 عاماً، شخصية محورية في الساحة الدولية، وقد وضعته مسيرته المهنية في صدارة القضايا الأكثر حساسية عالمياً، مثل البرنامج النووي الإيراني والأزمة النووية في أوكرانيا. ففي مؤتمر صحافي بواشنطن، أكد غروسي رغبته قائلاً: “سأكون مرشحاً لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة.”
وتستند ترشح غروسي إلى خبرة دبلوماسية عميقة تمتد لقرابة أربعة عقود في مجالات نزع السلاح وعدم الانتشار النووي.
وقد أشار في تصريحات سابقة إلى أن “الدبلوماسية القائمة على المثابرة والعمل الجاد يمكن أن تكون قوة تحويلية من أجل الخير في العالم.”
وهذا ما يميز نهجه العملي الذي دفعه، منذ توليه منصبه في الوكالة عام 2019، إلى قيادة فريق خبراء إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، التي استولت عليها القوات الروسية، من أجل تقييم وضعها وسلامتها. كما صرح بأن الوكالة لن تتراجع عن عملها رغم التهديدات التي تلقاها، مؤكداً “سأواصل عملي، فمن المؤسف أن يهدد بعض الأشخاص حياة موظفين مدنيين دوليين.”
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، يعتقد غروسي أن الحلول العسكرية ليست نهائية، مشيراً إلى أن المعرفة والقدرة الصناعية النووية لإيران باقية.
وقال في إحدى تصريحاته: “لن تحل العمليات العسكرية هذا الأمر بشكل نهائي. يجب أن يكون لدينا اتفاق، ونظام تفتيش يمنح الجميع في المنطقة وغيرها الضمانات.”
وأضاف أن عودة المفتشين إلى إيران هي “عمل قيد الإنجاز”، وأن الوكالة تحتاج إلى التأكد من “ماذا يوجد وأين حدث وماذا حصل” فيما يتعلق بالمخزون الإيراني من اليورانيوم.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن لمّح غروسي إلى فكرة الترشح في أبريل الماضي، قبل أن يؤكد رسمياً أن “العجلة بدأت بالدوران” لإنهاء إجراءات ترشحه، بعد لقائه بمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، منهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمناقشة الملف الإيراني وترشيحه.
وفي حال فوزه، سيكون غروسي ثاني أمريكي لاتيني يتولى هذا المنصب بعد البيروفي خافيير بيريز دي كوييار. وينافس غروسي على منصب سيصبح شاغراً في يناير 2027، عند انتهاء ولاية الدبلوماسي البرتغالي أنطونيو غوتيريش.
وفي سباق قد يشهد ترشح شخصيات بارزة أخرى مثل الرئيسة التشيلية السابقة ميشيل باشيليت، يعول غروسي على مسيرته الاستثنائية كـ”وجه نووي” للدبلوماسية العالمية، وهو ما قد يمنحه ميزة فريدة في سباق يركز على الأمن والاستقرار الدوليين.