وكالات ( البعد الرابع) غرفة الأخبار
نشر في الأربعاء, 23 يوليو ,2025-03:53 مساءً
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، متهمة إياها بالتحيّز ضد إسرائيل والترويج لقضايا “مثيرة للانقسام”.
ورأت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية “إن الاستمرار في المشاركة في اليونسكو لا يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة”.
يُرجع سبب الانسحاب إلى تركيز اليونسكو على “القضايا الاجتماعية والثقافية المثيرة للانقسامات” في أحدث خطوة نحو الانسحاب من الهيئات الدولية.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستتوقف عن المشاركة في اليونسكو، وهي وكالة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، مع استمرار دونالد ترامب في سحب بلاده من المؤسسات الدولية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، في بيان: “تعمل اليونسكو على تعزيز القضايا الاجتماعية والثقافية المثيرة للانقسامات، وتركز بشكل مبالغ فيه على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهي أجندة عالمية أيديولوجية تتعارض مع سياستنا الخارجية القائمة على مبدأ ‘أمريكا أولاً'”.
ويُعد هذا قرارًا ضربة للمنظمة العالمية التي تتخذ من باريس مقرًا لها، والتي أُنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز السلام من خلال التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة.
ويأتي هذا القرار كجزء من جهود الرئيس ترامب في ولايته الثانية للخروج من سلسلة من الهيئات العالمية، بما في ذلك انسحابه من منظمة الصحة العالمية، ووقف التمويل لوكالة الإغاثة الفلسطينية الأونروا، والانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كجزء من مراجعة مشاركة الولايات المتحدة في وكالات الأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يدخل الانسحاب الأمريكي حيز التنفيذ في ديسمبر 2026، وسيكون ضربة لعمل اليونسكو في مجالات التعليم والثقافة ومكافحة خطاب الكراهية.
لكن مسؤولين في مقر اليونسكو في باريس كانوا على علم مسبق بإمكانية انسحاب الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الثانية.
وتوفر الولايات المتحدة حوالي 8% من ميزانية المنظمة، مما يجعل الأثر المالي لانسحاب واشنطن أقل حدة مقارنةً بمنظمات أخرى مثل منظمة الصحة العالمية، حيث تعتبر الولايات المتحدة أكبر داعم مالي.
وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لـنيويورك بوست: “قرر الرئيس ترامب سحب الولايات المتحدة من اليونسكو، التي تدعم القضايا الثقافية والاجتماعية المثيرة للانقسامات والتي تتعارض تمامًا مع السياسات الحسنة التي صوت عليها الأمريكيون في نوفمبر”.
وفي فبراير، أعلنت البيت الأبيض عن مراجعة لمدة 90 يومًا لعضوية الولايات المتحدة في اليونسكو، وذكر بيان أن المنظمة العالمية “فشلت في إصلاح نفسها، واستمرت في إظهار مشاعر معادية لإسرائيل خلال العقد الماضي، وفشلت في معالجة المخاوف بشأن تراكم الديون”.
وتُعرف اليونسكو، التي تعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، بشكل رئيسي بتحديد مواقع التراث العالمي، بما في ذلك غراند كانيون في الولايات المتحدة والمدينة القديمة في تدمر بسوريا. ولكن لديها أيضًا برنامج ثقافي وتعليمي واسع لتعزيز الحوار بين الثقافات. كانت الولايات المتحدة من الأعضاء المؤسسين لليونسكو عام 1945، لكن آخر انسحاب هو الثالث لها.
انسحبت واشنطن لأول مرة في عام 1983 في عهد رونالد ريغان، الذي قال إن المنظمة الدولية كانت تحمل تحيّزًا ضد الغرب وأنها “قامت بإضفاء الطابع السياسي على كل موضوع تتناوله بشكل غير ضروري”. ثم أعادت الولايات المتحدة الانضمام في عام 2003 في عهد الرئيس جورج بوش، حيث قالت البيت الأبيض إنها كانت راضية عن إصلاحات اليونسكو.
وفي عام 2017، انسحب ترامب من اليونسكو خلال ولايته الأولى، حيث أشار إلى “تراكم الديون، والحاجة إلى إصلاح جوهري في المنظمة، واستمرار التحيز ضد إسرائيل”.
وفي عام 2023، عادت الولايات المتحدة إلى اليونسكو تحت إدارة جو بايدن، التي قالت إن العودة ضرورية لمواجهة “التأثير الصيني”، خاصة أن الصين أصبحت أكبر ممول مالي للمنظمة خلال غياب واشنطن. ووافقت الولايات المتحدة على دفع حوالي 619 مليون دولار كديون غير مسددة، والمساهمة في برامج تدعم مبادرات الوصول إلى التعليم في أفريقيا، وتذكّر المحرقة، وسلامة الصحفيين.
وفي عام 2011، صوتت اليونسكو على قبول فلسطين، التي لا تعترف بها الولايات المتحدة أو إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة، وقلصت إدارة أوباما مساهمات الولايات المتحدة في اليونسكو، مما أدى إلى تراكم ديون على الأخيرة تقدر بملايين الدولارات